أخبار عربية وعالمية

على الحرب الروسية الأوكرانية .. مواجهة بين سفيرى روسياعام وأوكرانيا بالقاهرة أوكرانيا : نصر على تحرير أراضينا …. روسيا : استعدنا بلداتنا السوفيتية

أجرى المواجهة : أيمن عامر
عام على الحرب الروسية الأوكرانية التى انطلقت فى 24 فبراير 2022 وتستمر للعام الثانى على التوالى والتى غيرت المشهد العالمى وأثرت على العالم كله وتأثر بها كل الشعوب فى الكرة الأرضية و قارات العالم الخمس ، ويراد بها تغيير النظام الدولى الجديد وعودة القطبية الثنائية التى تريدها روسيا الاتحادية بمواجهتها للأحادية الأمريكية والدول الأوربية على الأرض الأوكرانية ، من خلال رسم خريطة جديدة للعالم بحدود ونفوذ لصراع القوى العظمى وفرض الأمر الواقع على الأرض والبقاء للأقوى .
حاورنا سفيرى الدولتين المتحاربتين ، السفير ميكولا ناهورنى سفير أوكرانيا بالقاهرة ، والسفير جيورجي بوريسينكو سفير روسيا الاتحادية بالقاهرة لعرض وجهة نظرهما بحيادية ودون تدخل منا .

وإلى نص حوار سفير أوكرانيا بالقاهرة
السفير ميكولا ناهورنى سفير أوكرانيا بالقاهرة :
الحرب الروسية بأوكرانيا ستتحول إلى حرب عالمية بالوكالة
نقدر الجهود المصرية الرامية لإحلال السلام الدائم والشامل والعادل
نثمن جهود جامعة الدول العربية والموقف العربى الداعم لأوكرانيا
إذا رغبت روسيا فى إجراء المفاوضات فعليها وقف الحرب وتدمير أوكرانيا

*كيف تصف الأوضاع بأوكرانيا الأن فى الذكرى الأولى للحرب الروسية بأوكرانيا ؟
** فى الحقيقة هى ليست الذكرى الأولى ولكنها الذكرى التاسعة للحرب الروسية التى بدأت فى 2014 باحتلال شبة جزيرة القرم ، والمحتلين الروس دخلوا إلى منطقتى لوجانسك ودونيتسك ، ولكن الحرب الواسعة النطاق والتصعيد الجزأى حدث فى 24 فبراير الماضى عندما حاولت القوات الروسية الدخول إلى العاصمة الأوكرانية ودخلت المدن الأوكرانية بغرض احتلال أوكرانيا بالكامل
ونحن نجحنا فى صد هذه الهجمات ونجحنا فى استعادة جزأ من الأراضى الأوكرانية ، تقريباً حررنا نصف الأراضى التى تم احتلالها فى عام 2022 ، ونحن فى الوقت الحاضر نتصدى للهجمات الروسية فى لوجانسك ودونيتسك ونستعد للهجوم المضاد بغرض تحرير جميع الأراضى الأوكرانية

*ماذا عن الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحرب ؟
** نحن كبدنا خسائر بشرية كبيرة للاتحاد الروسى بمقتل حوالى 130 ألف جندى روسى على الأراضى الأوكرانية ، بالإضافة إلى آلاف الجرحى من الجنود الأوكرانيين ، لكننا تكبدنا خسائر اقتصادية كبيرة ، والخسائر المادية تقدر 700 مليون مليار دولار ، كما تم تدمير جزأ كبير من البنية التحتية فى قطاعات المواصلات والطاقة والكهرباء ، كما تم تلويث 50 % من الأراضى الزراعية الأوكرانية بمخلفات الحرب والألغام والمتفجرات التى لم تنفجر بعد ، وإزالة الألغام يتطلب سنوات وأموال كبيرة وقد قتل عشرات الألاف من الأوكرانيين المدنيين فضلاً عن هجرة الملايين إلى الدول الأوروبية ونزوح عشرات الألاف إلى مدن أخرى داخل أوكرانيا .

*هل تأثرت المحاصيل الزراعية فى أوكرانيا بتلوث اشعاعى ؟
** لم تتلوث المحاصيل الزراعية بتلوث اشعاعى ، فقد تلوثت الأراضى الزراعية بأثار مخلفات الحرب والصواريخ والألغام التى تنفجر كل يوم وتقتل المزراعين الأوكرانيين وهناك الغام مزروعة فى الأراضى الزراعية لم تنفجر بعد وتهدد الفلاحيين وتدمر الزراعات كل يوم ، وقد لقى العديد من الفلاحين مصرعهم نتيجة انفجار الألغام الأرضية المضادة للدبابات والمشاة التى زرعتها القوات الروسية ، خاصة أن الأسلحة الروسية أسلحة سوفيتية قديمة منذ الاتحاد السوفيتى السابق ومدة صلاحيتها انتهت منذ عقود وجزء كبير من هذه القنابل لم تنفجر وتمثل خطورة لإنفجارها فى أى وقت ، كما أن روسيا تستخدم زخائر عنقودية وقنابل فوسفور محظورة دولياً ، وهذه الاسلحة تمثل خطورة للجيش والسكان المدنيين .

* هل أثرت الأسلحة الغربية في ميزان الحرب ؟
** الدور الحربي الأوروبي والأمريكي حاسم، فمعه تحولت الحرب إلى استنزاف مع روسيا، القوات الأوكرانية تطلق مئات القذائف يوميا، وهناك خسائر ضخمة من الجانبين ، بالإضافة إلى خسارة الدبابات والطائرات.
كما تكبد الاقتصاد الأوكراني خسائر كبيرة، فلا نستطيع تعويض هذه الخسائر أو تأمين الأسلحة والذخائر بدون الدعم الخارجي والسلاح الغربي، ونتمنى المزيد من تلك الأسلحة مع وجود إرادة شعبية لتحقيق الانتصار.

*بعد مرور عام على الحرب ما فرص السلام ؟
**نحن حاولنا إجراء المباحثات مع الاتحاد الروسى وخاصةً فى الأسابيع والشهور الأولى من الحرب ، وفى الحقيقة كانت هذه المحاولات جدية ولكنها فشلت لسبب واحد ، عندما نجحنا فى طرد القوات الروسية من الأراضى الأوكرانية ، وجدنا
أثار جرائم حرب فى مدن بوتشه و اربين وبرجانكا ، حيث تم اغتيال مئات من المدنيين الأوكرانيين ، كما أننا لا نرى الاستعداد الروسى للمفاوضات الجادة معنا ، فإذا رغبت روسيا فى إجراء المفاوضات ، عليها أولاً وقف تدمير البنية التحتية ووقف استهداف المدنيين الأوكران ، للأسف روسيا مستمرة فى ضرب المنشأت المدنية واغتيال المدنيين ، فبالأمس تم اغتيال خمس مدنيين فى مدينة خرسون بالصواريخ الروسية ، للأسف روسيا تدمر البنية التحتية ، المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء وشبكات التوزيع ومحطات الطاقة ، ومحطات القطارات والتى نتج عنها مئات القتلى ، وكل هذا يؤكد أن روسيا غير راغبة فى إجراء المفاوضات ولديها أهداف استعمارية تريد تحقيقها واحتلال أوكرانيا بالكامل .

*ما شروط أوكرانيا للدخول فى المفاوضات ؟
** الرئيس الأوكرانى اقترح منذ ثلاثة أشهر خطة للسلام متكونة من عشر نقاط ، ولها برنامج تنفيذى وتطبيقى تتضمن تأمين الأمن الغذائى وتأمين أمن الطاقة وتحرير الأراضى الأوكرانية وتحقيق العدالة وتنفيذ ميثاق الأمم المتحدة ، وقد طرحت الجلسة الخاصة لجمعية الأمم المتحدة قرار بخصوص المبادىء العامة للسلام العادل والشامل والدائم والذى تمتع بدعم المجتمع الدولى وطالب القوات الروسية بالخروج من أوكرانيا ووقف الحرب وترسيخ السلام ، والسؤال هنا هل ترضخ روسيا لنداء السلام أم تستمر فى فرض الحرب . ونهدف إلى سلام دائم مبنى على ضمانات سياسية وأمنية وأن روسيا لن تجدد الحرب علينا فى المستقبل
*الرئيس السيسى دعا إلى التفاوض وترسيخ الحلول السياسية والدبلوماسة لاحلال السلام وإنهاء الحرب ، كيف تثمن الدور المصرى ؟
** الدور المصرى بلا شك دور إيجابى ، ونحن ثمنا كلمة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال قمة المناخ ، خاصة أن مصر هى الدولة التى بادرت لتشكيل لجنة الاتصال بجامعة الدول العربية ، وقد زار خمس وزراء خارجية للجنة العربية من بينهم سامح شكرى وزير الخارجية المصرى ، روسيا وبولندا للقاء وزيرى الخارجية الروسى والأوكرانى
كما كانت كلمة الرئيس السيسى مرحبة ومقبولة فى أوكرانيا وفى العالم كله ، ولكن للأسف روسيا ليست راغبة وليست لديها إرادة فى إحلال السلام ووقف الحرب ، فلم تثر الكلمة أية رد فعل من الجانب الروسى ،
والقيادتين المصرية والأوكرانية فى حوار مستمر بين الرئيسين السيسى و زيلينسكى وقد تمت اتصالات هاتفية بين وزيرى الخارجية سامح شكرى ودميترو أيفانوفيج كوليبا ، ونتمنى أن تثمر وتتحقق مبادرات السلام فى النهاية ، ونحن نقدر الجهود المصرية الرامية لإحلال السلام الدائم والشامل والعادل
ونحن نرحب بالدور المصرى لتطبيق خطة الرئيس زيلينسكى المتعلقة بالأمن الغذائى والتى تتطلب تأمين الممرات الأمنة لتصدير القمح من أوكرانيا إلى الدول الأفريقية والأسيوية وزيادة عدد الموانىء التى يتم تصدير القمح الأوكرانى من خلالها بما فى ذلك فتح ميناء ميكولايف فى الوقت الحاضر والذى يتم من خلاله تصدير القمح لمصر ودول شمال أفريقيا

*ما مسار تصدير القمح لمصر ؟
** الصادرت الأوكرانية إلى مصر فى عام 2022 قد انهارت بالمقارنة مع مثيلاتها عام 2021 ، بسبب غلق الموانىء الأوكرانية منذ بداية العدوان حتى شهر اغسطس الماضى وبداية العمل فى إطار اتفاقية الحبوب والتى كانت فيها الامكانيات الأوكرانية محدودة ، فحسب المعلومات المتواجدة لدينا ، وصلت 34 سفينة أوكرانية فقط إلى الموانىء المصرية خلال الفترة من أغسطس 2022 حتى نهاية السنة الماضية والكمية كانت فى حدود 780 ألف طن قمح وهذا لا يقارن مع ملايين الأطنان التى تم تصديرها إلى مصر فى عام 2021
وروسيا تسمح فقط بمرور 15 سفينة في الأسبوع، وهذا عدد قليل جدا فقبل الحرب كنا نصدر 7 ملايين طن شهريا من القمح ، ولكن الوقت الحاضر مليونين ونصف فقط ، مما أثر سلبيا على العالم أجمع والاقتصاد العالمي والأوكراني وزيادة أسعار الغذاء.

*هل هناك قمح سيأتى لمصر قريباً ؟
** بالتأكيد عملية التجارة مع مصر مستمرة ولكن هناك خطر شديد ، لأن اتفاقية الحبوب تنتهى فى شهر مارس المقبل وتحتاج إلى تمديد ، والموقف الروسى متشدد ، ولديه شروط تفتيش المفتشين الروس السفن التى تدخل وتخرج من الموانىء الأوكرانية ، فأسبوعياً روسيا تفتش 14 سفينة فقط ، وهناك فى الوقت الحاضر مئات السفن تريد مغادرة الموانىء الأوكرانية لنقل الحبوب والقمح والزيت والشعير والمواد الغذائية المختلفة

*الحرب أثرت على العالم كله فى ارتفاع الاسعار ونقص المواد الغذائية ، هل يمكن أن ننحى الغذاء من تبعات الحرب أم ستستمر الأزمات ؟
** لابد أن نعترف بأن هذه الحرب ليست حرب روسية أوكرانية ، لأن روسيا تحاول استعمال الغذاء والطاقة كسلاح ، فهى من هددت بوقف تصدير الغاز فى هذا الشتاء وهو ما أجبر الدول الأوروبية وبعض دول العالم بالبحث عن مصادر جديدة لتأمين احتياجاتها من الغاز والطاقة ، فعلى سبيل المثال مصر أجرت عدت مناقصات للشراء من الهند وأمريكا اللاتينية وهناك دول تبحث عن خيارات وحلول بديلة بسبب استمرار الحرب

*كيف تقيم الجهود التى قامت بها جامعة الدول العربية وهل تطالبونها بإجراءات أخرى ؟
** نحن ثمنا جهود جامعة الدول العربية منذ تشكيلها لجنة الاتصال العربية والتى زارت روسيا وبولندا ونحن ننتظر الخطوات التالية من الجامعة العربية ، وقد ألقى مكسيم صبح المبعوث الخاص لأوكرانيا كلمة باجتماع جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين ، لتوضيح الموقف الأوكرانى والتشاور والتنسيق على المواقف المشتركة مع جامعة الدول العربية لعملية إحلال السلام بأوكرانيا .

*ما تقيمك للموقف العربى ؟
** الدول العربية تدعم الحل السلمى لوقف الحرب الروسية على أوكرانيا والالتزام بالمبادىء العامة للأمم المتحدة وقد صوتت الغالبية من الدول العربية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتأييد القرارات الرامية لتأمين الحقوق الرامية لاحترام سيادة الدول واحترام حق الشعب فى تقرير مصيره من بين 141 دولة تؤيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمطالبة روسيا إنهاء الحرب فوراً والانسحاب من الأراضى الأوكرانية ، وسوريا هى الدولة العربية الوحيدة التى تؤيد العدوان الروسى .
ونحن نشيد بالجهود الإماراتية والسعودية لتبادل الأسرى وكذلك دعمنا مالياً ، خاصة شعبنا المتضرر من الحرب ولكننا نطمح لمزيد من الدعم العربى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً

*كيف ترى مبادرة الصين للسلام ؟
** الرئيس زيلينسكي أعلن في كييف، إن “العمل مع الصين ضروري لحل النزاع” بين روسيا وأوكرانيا، معلناً اعتزامه لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج. وشدد على ضرورة احترام مبادرة الصين لوحدة أراضينا، وتحقيق الأمن فيها.

*كيف تصف زيارة الرئيس بايدن لأوكرانيا فى الذكرى الأولى للحرب وإلى أى مدى تعول على الدعم الأمريكى ؟
** بلا شك كانت زيارة بايدن لأوكرانيا زيارة تاريخية وهى أول زيارة لرئيس أمريكى منذ 15 سنة ، فضلاً أن هذه الزيارة تمت تحت الحرب وهى تؤكد الدعم الأمريكى الكامل للشعب الأوكرانى لمواصلة النضال والصمود حتى الانتصار على الاحتلال الروسى للأراضى الأوكرانية ونحن نعول على دعم جميع الدول الصديقة وليس الأمريكى فقط ، وكلما حصلنا على الدعم العسكرى والمادى كلما اقتربنا من نهاية هذه الحرب . والشعب الأوكرانى يحتاج الأسلحة حتى طرد المحتلين خارج الأراضى الأوكرانية . وهناك دول عربية تؤيد وتدعم أوكرانيا من الناحية السياسية والإنسانية ودول الخليج تساعد أوكرانيا وتتوسط للإفراج عن الأسرى ونحن نتطلع إلى دور الدول العربية ودعمها لخطة إحلال السلام

*كيف تصف حال الشعب الأوكرانى تحت الحرب خاصة فى فصل الشتاء ؟
** فصل الشتاء كان من أصعب الفترات على الشعب الأوكرانى خاصة مع كثرة وبشاعة الحرب والأضرار التى لحقت بالشبكة الكهربائية ، ونحن عانينا من العجز الكبير فى الطاقة الكهربائية والتى أثرت سلباً على حياة السكان وتؤثر على حركة المواصلات وتوقف القطارات وتوقفت الاسانسيرات فى الابراج مما يعانى منه كبار السن ، فضلاً عن تأثر المستشفيات والصيدليات
فضلا عن انخفاض الناتج المحلي 40 % ، ورغم صعوبة العيش في تلك الظروف ولكنها أرضنا وليس لدينا خيار آخر بعودة الأسرى الأوكرانيين، وتحرير الأرض وتحقيق العدالة وعدم تكرار تلك الحرب في المستقبل.
بالإضافة إلى النزوح، مما يجعلنا ننقص النصف إلى 20 مليونا بدلا من 40 مليونا سابقاً.

* الجميع يخشى قدوم الربيع خاصة في ظل الحشد الروسي؟
**لا أستبعد أن تكون الحملة الروسية قد بدأت لأننا نرى معركة شرسة في منطقة باخموت ودونيتسك ومارينكا ومناطق أخرى، ونحن رأينا استعداد روسيا للهجوم الكبير من خلال تجنيد الجيش الروسي وشراء الطائرات المسيرة من إيران والذخائر من كوريا الشمالية، ولكننا استعدينا للهجوم المضاد وتحرير الأراضي الأوكرانية بالكامل في الفترة المقبلة.

*هل ستستمر الحرب فى شهر رمضان مع تواجد جاليات عربية ومسلمين بأوكرانيا ؟
** روسيا استمرت فى الحرب فى الأعياد المسيحية ولم تراعى اعياد المسيحيين فى موسكو وكييف ، فأنا لا اعتقد بوجود شىء مقدس لدى الروس يمكن أن توقف الحرب الروسية على أوكرانيا للأسف

*ماذا عن أوضاع المدن التى أجرت بها روسيا الاستفتاء ؟
** إجراء روسيا لما يسمى بالاستفتاء فى مناطق أوكرانية باطل والمثير للاستغراب ضم روسيا لمحافظات أوكرانية وهناك مقاطعات بالكامل خارج السيطرة الروسية مقاطعة زاباروجيا ومقاطعة خيرسون
وواضح جداً أن نتائج هذه الاستفتاءات مزيفة وأنا لا أصدق أن 99% من الأوكرانيين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا وكيف نتكلم عن حرية استفتاء تم بصناديق الزخيرة وليست بصناديق الانتخابات

*ما تقيمك للموقف الأوروبى ؟
** الموقف الأوروبى موقف إيجابى وداعم لأوكرانيا ، الحرب الروسية على أوكرانيا وحددت الاتحاد الأوروبى ، لإدراكها أن أوروبا لابد أن تكون أقوى ومتحدة وأوروبا فى مواجهة الأطماع الروسية ، وهى الداعم الرئيسى لأوكرانيا فى الوقت الحاضر مالياً ودولة استونيا أكبر دولة أوروبية داعمة لأوكرانيا وتخصص 1% من الناتج الوطنى لدعم أوكرانيا ، لأنه فى حالة هزيمة أوكرانيا فلن تكون المحطة الأخيرة لأطماع الجيش الروسى وستكون هناك دول أخرى مستهدفة فى أوروبا وفى أسيا
*هل تصر أوكرانيا على الانضمام للناتو ؟
**بلا شك نحن وضعنا الانضمام للناتو هدف استراتيجى وهذه إرادة الشعب الأوكرانى ، كضمان استراتيجى لعدم عدوان روسيا على أوكرانيا مستقبلاً فى حالة الوصول لاتفاق سلام ، ونشير أنه كانت هناك مذكرة تفاهم بودابست ، عندما تخلت أوكرانيا عن ترسانتها النووية ، كانت لديها ضمانات من جانب الدول النووية بخصوص احترام سيادة الأراضى الأوكرانية وكانت روسيا من أحدى الدول الضامنة للسلام فى أوكرانيا والموقعة على الشراكة الاستراتيجية ، لكن روسيا خرقت جميع هذه التعاهدات والاتفاقيات وخرقت ميثاق الأمم المتحدة وهاجمت أوكرانيا برغم الاتفاقيات القانونية ، فنحن نرى للأسف أن القانون الدولى فى الوقت الحاضر فشل وفقد الضمانات العسكرية وضمانات القوة التى توقف روسيا من عودة الحرب

*هناك مخاوف من تحول الحرب إلى حرب نووية أو عالمية ، كيف ترى ذلك ؟
**النظام الروسى يهدد الغرب باستعمال الأسلحة النووية ويهدد أن تزويد أوكرانيا بالسلاح سيؤدى إلى توسيع الحرب وتورط حلف الناتو فى حرب ضد روسيا ، سيكون الحرب العالمية الثالثة
لكن نحن نرى أن السياسيين الغربيين لديهم خطوط حمراء منها عدم مشاركة الجنود الغربيين والحلف الأطلسى فى الحرب المباشرة مع الروس
وأنا لا اعتقد من الناحية التقليدية نشوب الحرب العالمية الثالثة بالمفاهيم التقليدية ولكن ستكون الحرب العالمية الثالثة بالوكالة عن طريق استخدام روسيا الغذاء والطاقة للتحكم فى العالم وتجنيد المرتزقة بأفريقيا خاصةً مع وجود القوات الروسية فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق فنحن نعلم أن القوات الروسية موجودة فى بلدوة وطاجيكستان وكارباخ بين رومانيا وأذربيجان ونحن نتذكر أن الجيش الروسى هاجم جورجيا واحتل جمهوريات ابخازيا وسيبيريا واحتل القرم والأن يريد احتلال شرق أوكرانيا والمناطق الشرقية بأوكرانيا وفى الوقت الحاضر النظام الروسى يهدد الغرب باستعمال الأسلحة النووية وتوسيع مناطق الصراع
* ماذا عن الدعم العسكرى الأوروبي و الأمريكي؟
** الدعم الغربي يتغير كل فترة، في البداية كان محدودا وأنواع الأسلحة كانت محددة، وتم مدنا ببعض الصواريخ مثل “ستينغر” و”جيفلن” ولكن بعد إدراك أن أوكرانيا مصممة على استعادة أرضها تم مدنا بالأسلحة الحديثة، من أسلحة الدفاع الجوي باتريوت وNASAMS والدبابات الألمانية ليوبارد، مما أعطانا حماية للمدنيين، ولكننا نحتاج إلى الأسلحة الهجومية مثل الدبابات الأمريكية إبرامز، نتمنى توسيع نطاق الدعم لنا وتزويدنا بالطائرات الحديثة، عليهم اتخاذ ذلك القرار في أسرع وقت.

*فى حالة إجراء استطلاع رأى للأوكرانيين حول الحرب ، ماذا ستكون نتيجته ؟
**في الفترة الأخيرة أجرينا استطلاع رأي للأوكرانيين حول مواصلة الحرب، واختار 70 بالمائة مواصلة الحرب إلى حين الانتصار، حتى في حال إذا استعملت روسيا الأسلحة النووية.

*********************************
السفير جيورجي بوريسينكو سفير روسيا في مصر
أطلقنا العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس و مقاومة نظام كييف النازي
أوكرانيا إنشأت كدولة بشكل مصطنع بعدما كانت جزأ من الاتحاد السوفيتى
الغرب سيطر على الكوكب 500 عاماً متخيلا نفسه على أنه الأعرق
سنواجه نفوذ حلف الناتو العسكرى إلى الشرق عبر أوروبا الغربية
استردينا الجمهوريات والمناطق السوفيتية لعدة قرون
الناتو يحارب روسيا حتى أخر أوكرانى وتدمير العالم

ومن جانب أخر قال السفير جيورجي بوريسينكو سفير روسيا في مصر ، بمناسبة مرور عام على إطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا ، أن اطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة كانت لحماية دونباس و مقاومة نظام كييف النازي ورعاته الغربيين ، موجهاً الشكر للمؤيدين للعمليات الروسية حول أوكرانيا ، مندداً بالأكاذيب حول أفعالنا التي أطلقتها في جميع انحاء العالم الولايات المتحدة وحلفاؤها ، مضيفاً المؤيدون يعرفون أننا نحارب لصالح البشرية جمعاء ضد قوى الشر التي تسعى الى الهيمنة على العالم.

وأوضح السفير جيورجي بوريسينكو ، قد سيطر الغرب على الكوكب على مدى 500 عام متخيلا نفسه على أنه عرق متفوق ومشبعا من الزمان بإيديولوجية التفوق. وادت الفتوحات الاستعمارية الغربية، التي لم تكن أكثر من مظهر من مظاهر النازية، الى جلب المعاناة الأبدية لشعوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وهذه الحقيقة معروفة بشكل جيد في مصر والدول العربية الأخرى. وحتى قامت الدول الغربية في الهيجان النازي بتدمير ممثلي عدد من الشعوب التي اعتبرتها منحطة وقامت بذلك في أراضي هذه الشعوب مثلما حدث مع الهنود الأمريكيين واليهود الذين كان يعيشون في أوروبا.

وتابع السفير جيورجي بوريسينكو ، وقف الاتحاد السوفيتي في القرن العشرين أمام هؤلاء النازيين والمستعمرين وسدد طريقهم. ولكن استيقظوا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي متخيلا أنهم يستطيعون مرة أخرى ان يسيطروا العالم بأسره وان ينهبوا الدول الاخرى مع الإفلات من العقاب تحت الولايات المتحدة الأمريكية. وتسببت نهضة روسيا، التي لن تخضع لإملاءات دول اخرى وتمنع عن تنفيذ مثل هذه الخطط، في خوف الدول الغربية ورغبة في تدميرنا. وقررت استخدام ملف اوكرانا لتحقيق هذه الاغراض.

واستطرد السفير جيورجي بوريسينكو ، وفي أوكرانيا، التي تم إنشاؤها كدولة بشكل مصطنع والتي كانت أراضيها تاريخيا مهد الحضارة الروسية وجزءا من بلدنا، تم اطلاق عملية تحويلها إلى نقيض لروسيا عن طريق تلقين سكانها بالدعاية النازية كما حدث ذلك بالضبط في ألمانيا النازية. وفي الوقت نفسه، تم بداية توسيع الناتو الى الشرق بحيث إذا كانت حدود نفوذ هذا الحلف العسكري قد مرت عبر أوروبا الغربية في عام 1990 فإن قوتها العسكرية اليوم تتركز على بعد 135 كيلومترا فقط من سانت بطرسبرج.

وتسائل السفير جيورجي بوريسينكو ، هل كانت روسيا تتقدم نحو الغرب؟ مجيباً إن الناتو هو الذي وصل إلى أعتابنا ولم يخف نواياه العدوانية وكان يدفعنا بصورة مقصودة الى الصدام.
ولفت ، وبالاضافة الى ذلك اعتزم الناتو على انضمام أوكرانيا إليه. ولذلك تم تنفيذ انقلاب في كييف في عام 2014 وبعد ذلك تم اضطرار السكان الناطقين بالروسية، الذين يبلغ عددهم عدداً أكبر من بين السكان الأوكرانيين، الى الرفض من لغتهم الأم وثقافتهم وتاريخهم. وحتى قام نظام كييف الجديد بالإبادة الجماعية لأولئك الذين عارضوا مثل هذه السياسة.

وتابع السفير جيورجي بوريسينكو ، على عكس ما تكذبه الدعاية الغربية، لم تبدأ الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022 ولكن بدأت في ربيع عام 2014 عندما أحرق النازيون أكثر من 40 شخصاً أحياء في أوديسا وبدأوا في قصف منطقة دونباس واستمر القصف البربري المستديم على مدار 8 سنوات. ولا يزال النازيون يستهدفون أهدافا مدنية بصورة مقصودة من أجل قتل المزيد من النساء والأطفال ومن بينها مدارس ومستشفيات ومولات تجارية. متابعاً ، وإن نظام كييف يفعل ذلك ليس بالموافقة الكاملة من الغرب فحسب وبل باستخدام الأسلحة التي يسلم الغرب اليه بكميات ضخمة لإبادة الشعب الروسي.

وأشار السفير جيورجي بوريسينكو ، إلى أنه قبل عام واحد، أي بعد ثماني سنوات من بداية الحرب التي شنتها السلطات الأوكرانية بدعم من قبل الدول الغربية، وعشية هجوم جديد على دونيتسك ولوغانسك، الذي تم تخطيطه في كييف، ٳضطرت روسيا لمساعدة دونباس. مشيراً ، في الوقت نفسه، بدٲنا في الدفاع عن أمننا القومي، لانه أعلن الرئيس زيلينسكي ، عن نيته للحصول على الأسلحة النووية التي من الواضح أنه لاُستخدامها ضدنا.

وشدد السفير جيورجي بوريسينكو ، اليوم ، تتم العمليات القتالية البرية بشكل رئيسي على أراضي روسيا. عادت جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ومنطقتين زابوروجيا وخيرسون، التي كانت أرضًا روسية لعدة قرون، إلى وطنها الأصلي. ومع ذلك، لا تزال بعض مناطقها محتلة من قبل النازيين الأوكرانيين، الذين يستخدمون علانيا شعارات وأسماء انقسامات هتلر التي نزفت الاتحاد السوفياتي وأوروبا بالدم في الأربعينيات.

وأوضح السفير جيورجي بوريسينكو ، هذه هي الانقسامات التي حاربها جد الرئيس زيلينسكي في صفوف الجيش الأحمر. لكن الحفيد خان ذاكرته. مثلما تم التخلي عن قدامي المحاربين الشجعان في الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وبولندا، التي تدعم حكوماتها الآن بكل قوتها الورثة الروحيين لأولئك الذين قتلوا جنودها ومدنييها قبل 80 عامًا. متابعاً ، بدورها، تعيد ألمانيا والنمسا وإيطاليا واليابان وفنلندا وإسبانيا وبعض الدول الأخرى إحياء ماضيها العسكري الفاشي، بما في ذلك عن طريق نية إلقاء الدبابات الألمانية ذات الصلبان البيضاء والسوداء مرة أخرى على روسيا. قائلا ، لقد ظهر الجوهر النازي القديم للغرب كله مرة أخرى.
وقال السفير جيورجي بوريسينكو ، ستواصل روسيا الدفاع عن أرضها وتحريرها من الغزاة الدمويين. علاوة على ذلك، كلما زاد بُعد مدي الأسلحة التي سينقلها الغرب إلى نظام كييف، سيتعين علينا نقلها ابعد عن أراضينا. مشدداً ، لا تزال أهداف نزع السلاح ونزع النازية من أوكرانيا دون تغيير.

ونفى السفير جيورجي بوريسينكو ، أن تكون الاضطرابات الخطيرة وزيادة الاسعار وفرض العقوبات على روسيا سبب فى عدم تحقيق أهدافها وانتهاء عملياتها العسكرية للنهاية . موضحاً أن أوكرانيا ، ليست موردة اساسية للقمح لان حصتها في تجارة القمح العالمية تبلغ اقل من واحد في المائة. في الوقت نفسه حصدت روسيا في السنة ٢٠٢٢ اكثر من ١٠٠ مليون طن من القمح و٦٠ مليون طن منه معدة للتصدير. وهذا يكفي للتزويد به العديد من الدول.

وأكد السفير جيورجي بوريسينكو ، في هذا الحال يمكننا القول إن الغرب، ولا روسيا، يستخدم الأغذية والبضائع الأخرى كوسيلة الضغط وحتى بصفة سلاح تجاهلا ربوع العالم الأخرى. هكذا، في اكتوبر الماضي أعلن رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيف بوريل أن أوروبا هي “البستان” والجزء الأكبر من الدول المحيطة التي كما يبدو لا تشابه الاتحاد الأوروبي الذي يخضع لأوامر الأمريكية هو “الغابة”. مؤكداً من الواضح انه يعتبر الروس وأغلبية الناس من أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية إنهم متوحشون. متسائلاً أليس هذا العنصرية؟

وشدد السفير جيورجي بوريسينكو ، إن نضالنا مع الحزمة من المستعمرين الغربيين الذين يزينون أنفسهم بثياب ديمقراطية ويحلمون بفرض قواعدهم على العالم ، بما فيها تبدد اسر تقليدية وزواج المثليين سيكون طويلا. مشدداً لكن ستصمد روسيا حتى تصطدم بحلف الناتو كله لان الله معنا.
وتابع ، يواصل الممثلون الغربيون ممارسة الأكاذيب حول أزمتي الغذاء والطاقة ، وإلقاء اللوم على روسيا في اسبابهما. على الرغم من أنه، كما أشرنا مرارا وتكرارا، تم خلقهما من قبل الغرب الذي رفض بنفسه بمحض إرادته من شراء الغاز والنفط في بلدنا وفي نفس الوقت حاول منع تصدير المنتجات الزراعية الروسية إلى السوق العالمية عن طريق فرض عقوباتها علينا. وهكذا، أراد الغرب حرمان مصر ودول أفريقية وآسيوية أخرى من الحبوب وسعى الى إثارة المجاعة بصورة مقصودة.
واستطرد السفير جيورجي بوريسينكو ، وكما يجبر أعضاء الناتو في محاولة لخداع العالم بأسره النظام النازي الذي رعاه في كييف على محاربة روسيا “حتى موت الأوكراني الاخير”. وهو الأمر الذي يؤدي فقط إلى زيادة عدم الاستقرار العالمي. مستطرداً تنذر الحملة الصليبية الجديدة التي يشنها الغرب على بلادنا بالتحول إلى مصائب كبيرة للبشرية جمعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى