الموائد الدبلوماسيه.

بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
فوق حلبات المؤائد الدبلوماسية تقرر مصائر الدول والشعوب ، فتنحر قضايا وتسطح (كقضية فلسطين ) وتحيا أخرى (كمحرقة الهولوكوست الشنيعة ) القضيتان تلتقيان من حيث الأجحاف في حق الأبرياء بغض النظر عن أنتمائهم الديني والعرقي . ولكن النظرة تختلف والعقوبات تختلف ، فعين القاضي لاتبصر سوى من يشاء . وتجدر الأشارة هنا أن من يملك القرار ويتحكم بمجريات الأمور فوق تلك المؤائد الغارقة بالدم هو الذي يعطي الكلمة الفصل بتهميش قضية ما وأنعاش قضية أخرى . كالطبيب الجراح عندما يترك مريضا ينازع على فراش الموت في غرفة العمليات ليذهب إلى برادات الموتي ليذرف الدموع ويعض الأصابع على ميت منذ عشرات السنين . تلك المؤائد الدبلوماسية هي عار على الأنسانية هاجسها الأوحد تحطيم أرادة الشعوب على حساب أخرى ، ونحن الأجيال الصاعدة نتجرع كأس الظلم والتمييز لأن من يجلس على تلك المؤائد يبغضنا قبل ولادتنا وقد أقسم سابقا على تدميرنا وعلى جعل صراخنا بوجه الظلم جعجعة لاجدوى منها ، وعلى جعل شكوانا لاتغادر صناديق البريد ، وعلى جعل أمالنا لاتغادر دائرة الخبز والعوز .
عندما قال محمود درويش على تلك الأرض مايستحق الحياة لم يكن يدرك بأن أوجاعنا ورحيلنا يقتصر على فلسطين ومغادرة أرضها فقط !! بل سيغزو ذاك الرحيل معظم الوطن العربي .
على تلك الأرض مايستحق الحياة
قالها درويش ورحل
ياسيدي لقد أصبحت الأرض ثكنات عسكرية للروس والأمريكان والتتار
فعن أي حق تحدثنا
ودمنا ولحمنا ولعبنا وكلماتنا
تقاسمها الأغراب بمجلس الأمم !!!