انطلقت في حديقة المتحف الوطني في اللاذقية ورشة عمل ملتقى( بسمة وطن ) برعاية وزارة الثقافة وفرع اتحاد الفنانين التشكيلين في المحافظة ، حيث اجتمع ثلاثون فنانا” وأطلقوا العنان لإبداعاتهم فوق بياض اللوحات ليرسموا تحت ذلك العنوان الكبير موضوعات مختلفة .
كنا معهم متذ اللحظة الأولى وحضرنا ولادة كثير من الأفكار .
يقول التشكيلي بولس سركو: ملتقى( بسمة وطن ) ملتقى فني6 وفكري يلغي النمطية السائدة ويناقض مقولة ( الفن للفن ) …فيجعل للفن رسالة…الفن للوطن. .الفن للفرح…
ونحن مقصرون بحق وطننا فنيا”؛أنا شخصياً كنت أعمل على موضوع الشاطئ قبل الأزمة …وبدأت الأزمة قبل أن أنتهي منه..فعشت حالة من التناقض بين ان أنهي مشروعي الخاص أو أقوم بواجبي كفنان تجاه وطني. ..قدمت بعض الأعمال لكني مازلت أشعر أني لم أعطه حقه؛ سأحاول اليوم أن أخرج من شاطئي او ربما من خلاله سأرسم لبسمة وطن..لدي أفكار كثيرة سأنقلها إلى تلك المساحات البيضاء
وأنا سعيد بتعاملي مع الفنانين الشباب فنحن لسنا نقدم لهم خبراتنا فقط بل نكتسب منهم أيضاً ونتعرف إلى خيالاتهم وأفكارهم الجديدة …
الموضوع تبادلي وتكاملي مابيننا.
أما الفنان إسماعيل توتنجي الذي كان يتنقل بحنان الأب وحرص الأستاذ لتأمين كل مستلزمات طلابه قبل أن تبدأ ورشة العمل ….قال لنا:
لقد اخترنا عنوان بسمة وطن لنعكس حالة التفاؤل والأمل التي نعيشها الآن في مرحلة التعافي من الجراح ،وهذا الملتقى الذي يشارك فيه فنانون من محافظات عدة يمثل صورة عن المجتمع السوري الجميل المتكامل مع بعضه .
وهذا ماعبرت عنه الفنانة رانيا ريحاوي وأضافت :وجودنا اليوم معا”لرسم بسمة أمل هو دليل قوة وإيمان بمقدرتنا على تجاوز كل الصعوبات …سيقدم كل فنان عملين و سيرسم للفرح وللغد الجميل.
وبدا الفنان العمار حبيب سعيدا”بمشاركته إلى جانب تلك الفئات المختلفة ؛فما بين فنانين أساتذة وخريجين من كلية الفنون وطلاب سنة ثالثة او رابعة..
تمتزج الضحكة بالأغنية وتلتقي الخبرة بالتجديد في حوار إنساني ثقافي جميل.
وكان قد سبق لبعض الفنانين الشباب المشاركة في ملتقى جرح وطن في العام الماضي مما شجعهم لخوض تجربة ثانية متجاوزين ذاك الجرح في محاولة خلق فرصة للفرح و الابتسام ،و قد أكدن الفنانة تهاني مشعل أنه لايمكننا أن ننسى الجرح ولكن يمكننا ان نتجاوزه فللفن دور كبير في إعادة البسمة للوجوه ..
ونحن كشعب من حقنا أن نحيا السعادة والجمال و نعبر عنها وندعو إليها باللون والحرف.
و أشار المشاركون الشباب : غدير ابراهيم وفاطمة سليمانو وفاطمة بكداش وحنان منى ومروة نزيفة وزينة هزيم وفاطمة شيخ يوسف وسعدى علو ونور صالح وهيا عطاف وآلاء جيدة ورؤى خليل وخلود محمد وخزامة الشيخ إل سعادتهم بخوض هكذا تجربة الى جانب فنانين أساتذة ليكتسبوا من خبراتهم و يتبادلوا مع زملائهم افكارا” و اساليب و رؤى جديدة.
وكانت الفنانة فاطمو الزهراء طرابلسية قد رسمت الوطن من خلال امرأة حامل….تنتظر ولادة جديدة ، كما مثلت الفنانة روان أسعد بلدها بامرأة تتجه نحو الشمس، بينما كانت البسمة بالنسبة للفنانة الشابة رهف كناني هي صورة سيدة الياسمين أسماء الأسد التي كانت ملهمة لكثير من النساء بتحديها للمرض وممارسة نشاطاتها ومهامها دون تقصير.
وبدوره وجد الفنان عدنان فاضل أن خير مايرسمه للفرح صورة طفل يلعب بطائرة ورقية تحمل علم بلاده….فالأطفال هم الأمل وابتسامتهم تضيء غدنا الذي أزهر شقائق نعمان بفضل تضحيات شهدائنا.
هذا ويستمر الملتقى في الهواء الطلق حتى العاشر من شعر آب الحالي.