كتب – محمد سعيد ابو النصر
حينما يكون العالم معتزًا بنفسه مقدرًا قدر العلم فإنَّه لا يمكن له أن يُضحي بكرامة العلم وعزة التعلم بتقبيل يد الحاكم أو السلطان ..لأنَّه يدرك أنَّ الحاكم أجير عند الشعب، جاء ليحكم الشعب بعقد بينه وبينهم ، فهو ليس إلَّا موظف كبير جاء لرعاية شؤون البلاد عبر صلاحيات منحها له الدستور والقانون …عندها يدرك العالم أَّن له مهمة غير التقبيل ..مهمته هي تعليم الناس وإيصال العلم والنور إلى الطلاب والعامة بل وإلى الحاكم ..والحاكم سيستمع له ولو على غير هواه بل ويحترمه في داخله، ولكن بشرط أن لا يكون هذا العالم طامع في كرسي الحاكم ..وإذا تيقن الحاكم من هذا ساعتها سيسمع للعالم ويعلم أنَّ النصيحة صادقة ،وأنَّ النصح لله لا مِن أجل مأرب سياسي والتاريخ يؤكد على هذا روي “قدم هشام بن عبد الملك حاجًّا إلى مكَّة، فلما دخلها، قال: ائتوني برجل من الصَّحابة. فقيل: يا أمير المؤمنين، قد فنوا .
قال: فمن التَّابعين، فأتوه بطاووس اليماني.
فلما دخل عليه، خلع نعليه بحاشية بساطه، ولم يسلِّم بإمرة أمير المؤمنين،
ولكن قال: السَّلام عليك، ولم يُكَنِّه، ولكن جلس بإزائه.
قال: كيف أنت يا هشام؟
فغضب هشام غضبًا شديدًا، حتى همَّ بقتله.
فقيل له: أنت في حرم الله ورسوله، فلا يمكن ذلك.
فقيل له: يا طاووس، ما الذي حملك على ما صنعت؟
قال: وما الذي صنعت؟!
فازداد هشام غضبًا، وقال: لقد خلعت نعليك بحاشية بساطي، ولم تقبِّل يدي، ولم تسلِّم بإمرة أمير المؤمنين، ولم تكنِّني، وجلست بإزائي بغير إذني. وقلت: كيف أنت يا هشام؟
فقال: أمَّا ما خلعت نعلي بحاشية بساطك، فإنِّي أخلعهما بين يدي رب العِزَّة كلَّ يوم خمس مرَّات، فلا يعاتبني، ولا يغضب علي.
وأما قولك: لم تقبِّل يدي. فإنِّي سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: “لا يحلُّ لرجل أن يقبِّل يد أحد، إلَّا امرأته من شهوة أو ولده برحمة”.
وأما قولك: لم تسلِّم بإمرة أمير المؤمنين. فليس كلُّ النَّاس راضين بإمرتك، فكرهت أن أَكْذب.
وأما قولك: جلست بإزائي؛ فإنِّي سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: “إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النَّار، فانظر إلى رجل جالس وحوله ناس قيام”.
وأما قولك: لم تكنِّني. فإنَّ الله عزَّ وجلَّ سمَّى أولياءه، وقال يا داود، يا يحيى، يا عيسى، وكنَّى أعداءه فقال: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1]
فقال هشام: عِظْني. فقال: سمعت أمير المؤمنين عليًّا رضي الله عنه يقول: “إنَّ في جهنَّم حيَّات كأمثال القِلَال، وعقارب كالبغال، تلدغ كلَّ أمير لا يعدل في رعيَّته”، ثمَّ قام وذهب .
	
مرتبط
			
		 
				
		
		
	
	
	
		
	
		أقرأ التالي
		
			
				
				
					
					
						
							
							
								
									
										
											
													
														
															16 نوفمبر، 2022
															أنطلآق المؤتمر التعليم من أجل التوظيف فيزا.. ومؤسسة efe حفل تخرج الدفعه الرابعه من برنامج التمكبن الاقتصادى الشابات المصريات
														 
													 
													
													
														
															30 يونيو، 2020
															مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو . بقلم / هند عبدالخالق ابوصُليب
														 
													 
													
													
														
															3 يونيو، 2020
															ميديا جمع المال بدون كرامة بقلم .هند عبد الخالق ابوصُليب 
														 
													 
													
													
														
															24 أبريل، 2020
															وقفه مع قانون الطفل .بقلم هند عبد الخالق ابوصُليب
														 
													 
													
													
														
															17 أبريل، 2020
															الجيش البترولي رمز للتفاني والعطاء . بقلم علي الحامدي
														 
													 
													
													
														
															15 أبريل، 2020
															أزمة الكورونا والتعليم عن بُعد .  بقلم . هند عبدالخالق ابوصُليب
														 
													 
													
													
														
															11 مارس، 2020
															لأنني عاشقه بقلم المبدعه . هند عبد الخالق ابوصُليب
														 
													 
													
													
														
															30 يناير، 2020
															الغيرة والجمال امهات الشقاء بقلم . المبدعه هند عبدالخالق ابوصُليب
														 
													 
													
													
														
															17 يناير، 2020
															هل نحن شعوب خارج الزمن.بقلم الدكتورة /ديما إبراهيم إسبانيا
														 
													 
													
													
														
															14 يناير، 2020
															شريك حياتي بقلم الكاتبة . هند عبدالخالق ابوصُليب
														 
													 
													
										 
									 
								 
							 
						 
						 		
				 
	
	
				
			
	 
	
 
	
	
	
	  
		
		
		
			
			زر الذهاب إلى الأعلى