الأدب والأدباء
لوعة ما قبل الرحيل.مجموعة قصصية للكاتبة .نور نديم عمران

كتبت .هدير عبدالعظيم
صدرت عن دار أرواد للنشر في طرطوس، سورية مجموعة قصصية للكاتبة نور نديم عمران ، تضم ثماني عشرة قصة قصيرة
، زينتها لوحة الغلاف للفنان الراحل هيشون ..
أما مقدمة الكتاب فقد خطتها الأديبة السورية ليلى مقدسي وقد جاء فيها:
تقول نـور: ((تـراتـيل شـفيفة يـدمـدم بها المطـر عـلى النوافـذ…غاب عـن نظـرها بعيداً ..ابتلعته المسافات ، وظــل صـوتها يعـلـو، يكسر جــدار البعـد مجتازاً كل المسافات)) ……..
إن المـبدع نـبض دائـم لقـلـب الكـون وهـو يحـزن لشيخوخة شجرة ويتألم لجـرح وطن وفـراق حبيب ودمعة أم… يبكي لسماعه أصواتاً يتعـرف عـلى أصحابها ولا يـراهـم ، ففي التـوازن الـداخلي الإنسان مـوجـود ومفقـود….. مـوجـود في الطبيـعة ومفقـود فـي القيمة بسـبب كثافـة الـوعـي والحلم والـرغـبات والأحـلام المستحيلة التي تـدفـعه إما للتمـرد أو الخنـوع أو الحـزن العميق والضياع .
الحـروف في قصص نـور حيّـة..غاضبة..حـزينة.. وهـل يروي حبر العالم ما يعتري الـذات من غليان وقهروانكسار.
ثمة انـدهـاش خلف الشخصيات الإنسانية التي تتعامل معها الكاتبة وهم في زوايا معتمة لكن بأسلوبها الرشيق تفتش عن ضوء الانبهار في الـزمن الضبابي والحروف مطـواعة مع الأفكار والصور والأحـداث واللغـة في انسياب ناعـم منفعـل قلق مـثل انفلاتات الغـروب ، وأحياناً يغيبها المعنى المفقـود في الضمير البشـري ، ولكنها تـتابع تـدرجها مـع الأحـداث وتعبر شـواطىء الألم والصعاب ويسرقها الحزن وتعـود من جد يد بلحن مجدول بأحلام الفرح وبحيرات السلام البعيدة، فتزرع بسمة صغيرة مـن خلال كآبة تعتري إنساناً جريحاً في أرض مهجورة .
ويعلـو الصدق الـداخلي في سـردها بشدة ربما تبكيها قسوة الحرب…وطـن جريح…أم مفجوعة.. حبيب هجـر…تتـوتـر الأحـداث وتـقـف عـند ضفاف القلـق ولكـن أشـعة غـامضة تخترق غـمامات السواد تجتازها وتبتسم بقـوة المغامـرة مـع الكتابة، وكأنها تتسلق غـابة حـب عـذراء وروحها متعطشة
للصفاء الانساني وهي مشردة مع الحروف مثقلة النفـس بما تحسه مـن آلام الأخـريـن ولكـن العظيم ينتصر عـلى نفسه ويمضي حين يعرف الحـد الذي تقف عنده أحـزانه ، فيخرج مـن مراكب القهر ويـدخل ظلالاً فـراغها يـراقص الحـزن.. الحب.. الوطن… الانسان ،وحين يبتسم لها لحنُ حبٍ مسافرٌ تزهرحروفها بزهرة المحال ويفوح منها حلم أخضر لا يفسر.
ياراعـية حقـول الحـب والإنسانية من أنغام حـروفـك تغتسل مروج الألـم، فاحملي سلال الإبـداع واعـبري ضفاف الزمن الآتي لأنـك دالية مخصّبة بالأفكار، وقـد وجـدت معك لغـزاً مـزروعاً بنبات المعـرفـة
والـفكر الإنساني الخصب ، ويبـقى في قـلبك لحظات مشرقة مـن طموحـك وهي لحظة سحرية مـن ميراث الإنسانية ، والأجمل كنـت رحيمة بنبـش أنفا س الحـب مـن رؤى حالمة لها لـذة مـؤلمة لكل البائسـين والمتعبين .
كان لي مـن سلة إبـداعـك هـذا العنقود الصغيرمـن
حـروفي ربما يكون لنا موعـد آخرعندما تنصب بين أجفان مغرورقة بالتعب والحـرمان والحـب سـلة أخـرى مـن حكايا الـوعـد الـربيعي مـع إبـداعـك.. لـك محبتي ..مبـارك .