شعر : مصطفى الحاج حسين .
صوّبوا بنادقكُم نحوي
واتركوا حلبَ
حبيبتي هناكَ داهمَها الخطرُ
اقتلوني ألفَ مرّةٍ
ولا تهدموا حجراً واحداً
أحجارُها من الجنٌة لو تعرفون
أرضُها أشجارُها سكّانُها
أحبّةُ اللهِ على الأرضِ
شوارعُها من ندى
ماؤها من رحيقِ السّماءِ
عتمتُها نورٌ
رائحتُها خبزٌ
سكّانُها نسماتُ الصّباحِ
حلبُ
عروسُ المدى العاشقِ
يغنّي لها الشفقُ
كلّما جَنّت فراشاتُ الرّبيعِ
لا تشبهُها المدائنُ الخانقةُ
فيها من السّحر الكثيرُ
تنحني لها العواصمُ والدّروبُ
فيها القمرُ أحلى وأكبرُ
والصّباحُ أنقى وأبهجُ
حتّى الليلُ يغنّي للعاشقينَ
الهائمينَ في دروبِها
حلبُ
سوسنةُ القلوبِ الحالمةِ
رداءٌ للتّاريخِ والأمجادِ
شعاعُ الأمدِ
جمرُ الأزلِ
نورُ الأزمنةِ
وهجُ الأمكنةِ
صرحُ الحياةِ
فوقَ الرؤى
نبضُ الشّمس
في صدرِ المدى
واحةُ السّلامِ
والأمانِ
واشراقةُ الهدى
لا تقتلوها
هذا انتحارٌ
ستنتحرُ الأرضُ
إن مسّها مكروهٌٌ
هي جبينُ الكونِ
وبدءُ التّكوينِ
قلبُ السّديمِ
روحُ الله الخالدةُ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
مرتبط