اهم المقالات

كراهية لا نهائية

بقلم. نوران مجدي
من الطبيعي بداخلي المحبة و السلام و التواد و الرحمة و لكن هناك من يثيرون الغضب بداخلك ،يحمسون الشر للعمل،و لا يكترثون ماذا سيحدث لك بعدما ينفتح باب الشر بداخلك.
حاولت جاهدة طوال حياتي و لازلت،الحفاظ على قلبي نقيا كالأطفال و عقلي ناضجا كالكبار ،فصنعت شخصية نادرة ،ربما ندرتها نعمة و نقمة في وقت واحد ،ساعدتني ندرة شخصيتي و إطار تفكيري أن اتكيف مع الحياة للنهاية و كأن شيئا لم يحدث و كأن الحياة مليئة بالأمل و الابتسام فقط ،و أنه علي أن أترك جانبا كل ما أشعر به من أسى اتجاه تجربة مخزية أو خبرة حياتية محزنة مليئة بالمعاناة و الألم ، كما أنني بنيت الكثير من الأسلحة للدفاع عن تلك الشخصية التي صنعتها بيداي تحت كم هائل من الضغوط و التحديات .
يخبرني الجميع ان لدي ابتسامة رائعة و أبدوا أجمل عندما ترتسم على و جهي، و أنا أعلم أنه لولا كثرة الضحك لدي لما كنت أحيا بسلام حتى اليوم ،لما استطعت عبور الكثير من الجسور الهالكة و الأنفاق المظلمة ، لقد وهبني الله خفة الروح و رؤية الكوارث ببساطة لأنه يعلم أن قلبي هش للغاية لن يستطيع حمل الصدمات الكبيرة و الكوارث الخطيرة ، لذا لم و لن أحاول التخلي عن كينونتي يوما و إنما رضيت بها و حرصت على تحسينها دوما .
ماذا لو جاء أحدهم ببساطة طالبا هدم و كسر ذلك الصرح العظيم في تكوينه الصغير في حجمه !! ..بالتأكيد سأترافع عن ذلك النوع من الظلم و الافتراء و أنبذ ذلك الذي يرغب في تشويه قلبي الصغير و سرقة أحلامي البسيطة و إثارة الحروب في بحيرتي السالمة .
أعلم جيدا أن الأنثى في المجتمعات العربية مسلوبة الحقوق بالكامل و ليس ذلك على و جه العموم و إنما سردا للواقع المؤلم،كيف يمنح البشر لأنفسهم الحق في ظلم الإناث و تعريتهم عن طموحهم و كينونتهم؟!..و كيف يرى أن الأنثى مخلوق ناقص في حين كرمها الله و رفع من شأنها و أعطاها جميع القدرات التي من شأنها أن تجعلها قوية ثابتة!!..تستطيع بناء أسرة و مجتمعا بأكمله.
الغضب إثارته صعبة بل تكاد تكون مستحيلة بالنسبة إلى و لكن هناك أشخاص لديهم فنون إثارة الغضب داخل الآخرين !!..و إذا غضب الانسان خسر الكثير و ماذا لو غضبت أنثى حالمة ؟!..ستنقلب حياتها رأسا على عقب لأنها أصبحت على غير سجيتها و الأنثى عندما تغضب تنفجر بشكل غريب و عجيب ،ربما تتصرف كالأطفال أحيانا ، او كالمجرمين أحيانا أخرى ، او كالدبلوماسيين و ذلك نادرا ..
كما منحت حق الحب فإنني منحت حق الكراهية أيضا ، بالرغم من كرهي لذلك الأخير ،منتهى العدل حين أكره أشخاصا لم يتمنو الخير لي يوما ، و يصرون في نبذي و التكبر علي دائما ، و حين يرون ابتسامتي يخططون لسلبها و تحويلها لدموع تسعدهم و يستمتعون لرؤيتها؟!!!…
الحرب و السلام قرار ، و القرار يجعلنا نسلك ما ينفذه ، و أنا أكره الحرب منذ الولادة و أحب حياة السلام و السكينة ، لذلك أحمل كراهية لا نهائية لكل من يحاول إحيائي في حرب معقدة لا أستطيع أن أدرك للوهلة الأولى أسباب و نتائج تلك الحرب ،
لذلك أقترب لكل من اتخذ نفس القرار و رغب في حياة السلام ثم اتعلم منه طرقا جديدة لتحقيق السلام و كيف للمرء أن يعيش بأمان دون ان يحتاج لشخص يثير إحساسه بالأمان و السكينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى