هو حاصل على ليسانس لغة عربية و آدابها الإسلامية جامعة القاهرة، وباحث ماجستير في التاريخ والحضارة الإسلامية في كلية دار العلوم جامعة القاهرة.
كتب عدة دواوين منها:- ندى الفجر
وحبر المطر و خطوات في الفراغ
و له كثير من القصص القصيرة منها:- ظل الساعة و الكرسي الفارغ و سراب
“القصة”
• كان “عادل” رجلاً يعيش على وقع خطوات سريعة، عقله دائم الانشغال بمشاريع وصفقات ومواعيد لا تنتهي. في خضم هذه الحياة الصاخبة، قرر أن يهدي نفسه شيئًا فريدًا، شيئًا يذكره بأن يتوقف للحظة ويقدّر الجمال. وقع اختياره على حذاء جلدي فاخر، مصنوع يدويًا بحرفية نادرة، لم يكن مجرد حذاء، بل كان قطعة فنية، وعدًا بالتميز والهدوء. دفع فيه مبلغًا كبيرًا دون تردد، وشعر بلذة امتلاك شيء ثمين.
• في اليوم التالي، كان عليه أن يسافر لحضور مؤتمر مهم في العاصمة. قبل رحلته، توقف لتناول الغداء في مطعم هادئ على الطريق. كان ذهنه مشتتًا بين تفاصيل العرض الذي سيقدمه والمكالمات التي تنتظره. خلع حذاءه الجديد تحت الطاولة ليستريح قليلاً، وغاص في أوراقه وهاتفه. بعد أن أنهى غداءه على عجل، نهض مسرعًا، ودفع الفاتورة، وانطلق إلى المطار وهو يرتدي حذاءه القديم المريح الذي كان يقود به سيارته.
• وصل إلى وجهته، ودخل غرفته في الفندق الفخم. عندما فتح حقيبته ليجهز ملابسه لليوم التالي، تجمد في مكانه. الحذاء ليس هنا. بحث في كل زاوية من الحقيبة، ثم نظر إلى قدميه، فرأى حذاءه القديم البالي. عندها، ضربته الحقيقة كالصاعقة: لقد تركه في المطعم.
• في تلك الليلة، لم يستطع عادل النوم. لم يكن الأمر مجرد حزن على خسارة شيء ثمين، بل تحول إلى عاصفة من الهواجس والأفكار. مرّت في ذهنه كل الأماكن التي زارها، وكل الاحتمالات الممكنة. هل سرقه عامل في المطعم؟ هل رآه أحدهم وأخذه؟ أم أنه ما زال ينتظره تحت الطاولة في ذلك المكان المعتم؟
• أصبح الحذاء الضائع رمزًا لكل شيء فقده في حياته بسبب انشغاله الدائم. تذكر أصدقاء لم يعد يتصل بهم، ولحظات عائلية فوتها، وهوايات تخلى عنها. كان الحذاء هو الخسارة المادية التي فتحت أبوابًا لخسارات روحية أعمق بكثير. شعر بفراغ كبير، ليس لأن قدميه تفتقدان حذاءً فاخرًا، بل لأن روحه كانت تفتقد الطمأنينة.
• وهنا بدأت رحلة فلسفية داخل عقله. أدرك أننا في سعينا لامتلاك الأشياء، ننسى أحيانًا الاستمتاع بها. ننشغل بالوصول لدرجة أننا لا نرى الطريق.
• الفقد كما اكتشف عادل، ليس مجرد غياب لشيء مادي، بل هو مرآة تعكس ما نهمله في حياتنا. إنه يجبرنا على التوقف والتساؤل: ما الذي نملكه حقًا؟ هل هي الأشياء التي نشتريها، أم اللحظات التي نعيشها؟
• في صباح اليوم التالي، بحث عن عنوان المطعم ووجد رقم الهاتف فضغط زر الاتصال بقلب مثقل. أجابه صوت هادئ على الطرف الآخر: “نعم سيدي، حذاؤك هنا. وجدناه تحت طاولتك، وقد احتفظنا به لك”.
• شعر عادل بموجة من الارتياح لم تكن بسبب استعادة الحذاء، بل بسبب شيء أعمق.
• والإيجاد لم يكن مجرد العثور على مفقود، بل كان فرصة ثانية. فرصة لإعادة تقييم أولوياته، ولتقدير ما يملكه قبل أن يفقده. عندما عاد من سفره واستلم حذاءه، لم يضعه في خزانته كقطعة ثمينة، بل ارتداه في اليوم التالي وخرج ليمشي في حديقة عامة، ليس لغرض أو هدف، بل فقط ليشعر بالأرض تحت قدميه، وليستمتع بلحظة هدوء كان قد نسي طعمها منذ زمن طويل.
• لقد علمه الفقد أن قيمة الأشياء لا تكمن في ثمنها، بل في الحضور الذهني الذي نمنحه لها، وأن الإيجاد الحقيقي ليس العثور على ما ضاع، بل العثور على أنفسنا في خضم ضجيج الحياة.
مرتبط
أقرأ التالي
11 سبتمبر، 2025
دبي تحتضن النزال العالمي المرتقب بين عثمان نورمحمدوف وبول هيوز في 3 أكتوبر المقبل
10 سبتمبر، 2025
اعتماد المحاور الفرعية لمؤتمر أدباء مصر في دورته الـ37 تحت عنوان “الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل”
10 سبتمبر، 2025
احتفالا بالإنتقال للسوق الرئيسي: رئيس البورصة يشارك قيادات شركة فيركيم فعالية “قرع الجرس”
8 سبتمبر، 2025
ختام معرض “ريلكو” العقاري في مدينة نصر للمرة الثانية
3 سبتمبر، 2025
افتتاح معرض “ريلكو” العقاري في مدينة نصر للمرة الثانية
26 أغسطس، 2025
الشرقاوي لدينا رؤية جادة نحققها بالتنسيق التام مع سفراء مصر في القارة.
26 أغسطس، 2025
الكابتن اسماعيل موسي رئيس اتحاد شمال إفريقيا يكرم هشام الجبالي
24 أغسطس، 2025
مهرجان الشيف الذهبي الدولي على ضفاف عروسة البحر المتوسط اكتوبر المقبل
24 أغسطس، 2025
الشرقاوي: زيارتنا لموزمبيق تستهدف تمركز جديد للقطاع الخاص المصري في تجمع “السادك”
21 أغسطس، 2025
الشرقاوي : – موزمبيق دولة محورية ونخطط للتمركز في اقليم “الساديك “
زر الذهاب إلى الأعلى