الأدب والأدباء

ظننته مطرا خالف ميعاده الفصلي بقلم سهام رقيّة

سهام رقيّة

نقر خفيف والنافذة تصغي له باهتمام ،ظننته مطرا خالف ميعاده الفصلي ووصل كزائر أنهكه التمرد على المواعيد،ولكن ظني المتأمل برطوبته الفواحة،باء بذريعة صوت ارتفعت وتيرته اندفعت نحو مصدره فإذا بقبرة جريحة اصطدمت وهي تحلق بجدار الحياة فوقعت صريعة الارتطام ،وقد تبعثرت أنفاسها الخجولة بين منع للاحتضار وتلبس بعناقه،أبعدت عن رأسي كل الأفكار الواهمة بالمطر العزيز ،ودارت فيها فكرة إنقاذ هذه المثيرة للحزن ،ألا يكفينا حزن من رحلوا ،لم أتيت إلى نافذتي لتعلني أمامها آخر شهقاتك ياقبرة! السوداوية أزلتها بلمح البصر وبادرت لعقد صلح بينها وبين الحياة ببعض مالدي من تكهنات تركتها التجارب في عقلي ، ثم وأخيرا غردت القبرة،عاد الصوت البهي ،انكفأت الجراح بعد عناية يوميّة وفي صباح اقتربت من النافذة وشوشت زجاجها بلمسة يد سريعة وأودعت القبرةفي مهب حرية ذاقت الكثير لتستردها وعدت ممتنة ومستبشرة برذاذ من مطر الثقة بأن الحب جواز سفر نحو سبل الخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى