طبيب أسنان بنجع إدريس بجهينة يرفض العمل فى مستوصف خيرى ببلدته بسبب ” كرسى جديد “
كتب ـ محمد مهدى
من الطبيعى أن أى شخص متعلم فى أى قرية من قرانا يتصف أهلها بأنهم بسطاء وطيبين ، أن هذا المتعلم يساعد أبناء بلدته ويقف بجوارهم بعد تخرجه وخاصة أن بلادنا تقّدر أى طالب علم واى ، حتى قبل تخرجه ينادونه ويلقبونه بصفة تعلمه فمثلا ان كان الطالب فى العام الاول من كلية التربية نادونه ي “استاذ “، وان كان فى كلية أصول الدين نادونه يا ” مولانا ” وإن كان الطالب فى العام الاول من كلية الطب نادونه يا ” دكتور ” ، وللأسف منذ يومين تردد على لسان بعض الأهالى من ” كوم إدريس ” أن مستوصف الصفا الطبى يحتاج الى طبيب متخصص ” أسنان ” بعد مغادرة الطبيب الذى كان يعمل فيه فذهب بعض الأهالى الى ” الدكتور فلان ” وهو طبيب حديث التخرج وبداخلهم ثقة وتوسم فى أن هذا الشاب الطبيب ” ابن بلدهم ” سيقف بجوار أبناء بلدته التى تعلم فى مدارسها ومشى فى شوارعها وأكل من خيراتها ،، وفى بداية الحديث وبعد أن ذكروا له أن المستوصف يحتاج الى طبيب تخصص أسنان وأنهم لجأوا اليه لأنه ابن بلدته وأن حق البلدة عليه هو أن يقبل العمل بالمستوصف وبالأجر المناسب له والذى يرتضيه ولكن صدم الجميع عندما سأل الشاب عن الكرسى الخاص بالكشف على المريض فقالوا له : أن المستوصف به كرسى” عادى ” وأن إمكانيات المستوصف حاليا لا تستوعب شراء كرسى حديث فرفض الطبيب العمل بدون هذا الكرسى فذكروا له ان الطبيب السابق الذى كان يعمل فى المستوصف كان يستخدم نفس الكرسى فأصر الطبيب على رفضه العمل لمعالجة أبناءبلدته ، فقال أحد الحضور : ” أنت إبن البلد والمفروض ليهم حق عليك ” فقال الطبيب كلمات كلها جحود على بلدته : ” البلد لو ليها دواء فى جيبى مش هرضه أدخل إيدى فى جيبى وأطلعه لها ” هذه الجملة صدمت جميع الحضور ، تاركين الطبيب متأثرين وقلوبهم مملوءة بالحزن الشديد ، وما إن مر يومين ووجدوا الأهالى أحد الأطباء فى إحدى البلاد المجاورة .