الأدب والأدباء

رحلة قصيرة مع ورقة شجر بقلم المبدعه .دعاء عبد العزيز الغازي

رحلة قصيرة مع ورقة شجر
هي .. ترى انها مجرد ورقة شجر ملقاه على وجه الكرة الأرضية بكل مافيها من صخب و زحام وصراع وتنافس ….

ورقة مكتوب لها ان تمر في كل يوم من عمرها بجميييع الظواهر المناخية للفصول الاربعة التي تحدث طوااال العام .!

فهي تبدأ يومها ورقة خضراء يانعة شديدة النضرة ، تتلقفها الرياح بمرونة و رقة “كأرجوحة تــُغمض عينيك فوقها في استرخاء وهي تتأرجح بك وذهنك شارد في أروع الأحلام والأمنيات” ،،
تطير بها تحت زرقة السماء “التي تبث داخلك الأمل والتفاؤل ب يوم جديد” ،،
وآشعة الشمس الدافئة تحتضنها برفق “وكأنها حبيب يحتويك ويطمئنك انه بجوارك” ،،

وفجأة تتوهج الشمس مُصدرة لهيب حارق يُشعل حرارة الرياح فتتلوى الورقة ألمآ وتأمل لو تلقها الرياح بعيدآ عن ضوء الشمس ولو لحظات لتلتقط أنفاسها ،، وياااه له من أمل يتحقق بعد وقت طويـــل تظنه كأنه دهر من الزمان ..

وفجأة تتوقف الرياح عن الحركة فتُلقي بالورقة مستسلمة على الأرض الصلبة الخشنة ، ولكنها تظل ساكنة متأملة انها قد باتت في مأمن ولكن هيهات .. فما هي سوى لحظات حتى تعي انها ليست بمأمن من بغتات الحياه ، حيث تعود الرياح لحركتها من جديد ولكنها هذه المرة ثااائرة غاضبة من أمر تجهله الورقة التي لا حول لها ولا قوة ..

ومن جديد وعلى حين غِرة تنتفض الأرض مثيرة اتربتها وحصاها بكل إتجاه يلطم وجهيْ تلك الورقة المسكينة ،،
وبغتة تلتقطها دوامة تحوّطها من كل إتجاه وتدور بها تدووور مرارآ وتكرارآ لتجد نفسها تارة ترتفع بالهواء وتارة أخرى ترتطم بالأرض ،، وتظل تصارع تلك اللطمات الى ان يُغشى عليها ثم تفيق فترتطم فتفقد وعيها ثم تفيق على أمل ان شئ قد تغيّر .!

يمر الوقت هكذا فتبدأ الورقة الهائمة بالضعف والذبول فلا تقوى حتى على التمني والأمل من جديد ،،

تسكن الرياح وتغيب الشمس وتنخفض حرارة الجو وتظل الأرض صلبة متحجرة تتقبل التقلبات من حولها ،، والورقة ملقاه على جانب الطريق هزيلة ، تمر أمامها إطارات السيارات يسبقها ضوء كشافاتها الذي يُلقى سريعآ بقليل من الدفئ على الورقة ثم تعود للصقيع ،،
وتظل هكذا تضعف وتذبل حتى تشيخ وتتجمد في مكانها.. آملة ألا يأتي عليها يوم جديد.!

بتاريخ ٢٣\٩\٢٠١٨

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى