حب للبيع بقلم نوران مجدي

نوران مجدي

الطبيعة التى خلق الله عليها الانسان تجعله يرغب في الشعور بالحب، ليستطيع تحمل الحياة بضغوطها و رتمها السريع، فماذا لو لم يكن الانسان محبوبا؟! ماذا لو لم تكن طبيعته مقبولة لدى الاخرين؟! ماذا لو لم يقم بتجربة ذلك الشعور؟! ماذا عن جهله بمرادفات الحب؟! بالتأكيد سيظل في حيرة وشك دائمين في آدميته. الحب مفهوم عام ينبغي تواجده بين الناس، لإذابة خلافاتهم، لقد اوصانا النبي-صلى الله عليه وسلم-بالمحبة وظهرت تلك الوصايا في إلقاء السلام، و تقديم الهدايا، و الكلمة الطيبة، و التبسم، و زيارة المريض، و تمنى الخير للاخرين كما لو اننا نتمناه لأنفسنا. الحب و الحياة بينهما علاقة طردية فكلما امتلأت الحياة بالمشقة كلما احتاج الانسان للكم الذي يقوي عاتقيه على حمل الأعباء. الحب ليست مجرد كلمات و انما هو ذلك الشعور الذي يبث بداخلنا السلام و يجعل من قلوبنا قلوبا صحية بها بقعة ضوء تطفئ قبح عيوبنا. تتغذى و تنمو العلاقات الإنسانية – الزواج، الأمومة، الأبوة، البنوة،الأخوة، الصداقة – على المحبة، فكيف اذا كانت تلك العلاقات مليئة بالكراهية و البغض؟! بالتأكيد تملؤها النزاعات و الصراعات ومن ثم تصبح علاقات غير سوية. عجبا لمجتمعاتنا العربية اليوم و قد انفتح العالم على مصراعيه بالرقي و التقدم و اصبحنا في القرن الحادي والعشرين ولازلنا نغالى في تكاليف الزواج وننظر للمحبة المولدة بين الطرفين على أنها سلعة لمن يدفع ببزخ، بالرغم من ان الأصل في الزواج هو التيسير و ليس التعسير فقد أوصانا الدين الحنيف بتسهيل الحلال ليكن الحرام صعبا، و أمست الأخلاق وحسن التدين هما القاعدة الأساسية لاختيار شريك الحياة. لقد اتخذت مشاعر المحبة و الشوق طريقا منحرفا حيث تحولت من مشاعر انسانية نبيلة تسعد القلوب و تدفعنا للخير إلى مشاعر حيوانية تملؤها الشهوات و من ثم أصبحت تباع على شبكات الانترنت، و المكالمات الهاتفية، و المراسلات الإلكترونية و اختفت الأزهار الدافئة و الكلمات المكتوبة. الحب لا يشتريه المال ولايقويه الجسد، و إنما تشتريه القيم الإنسانية و الأفعال الآدم؛حيث أنهما لا يختفيان بعامل الزمن و بعد المسافات، فالتراحم محبة و الكرم محبة و التشجيع محبة و الاستيعاب وقبول الآخرين كما هم عليه محبة و التعاون و التشارك محبة، و جميع المعانى السليمة النقية الانسانية محبة.