بانتظار غدي..بقلم : ياسمين ياسر جمعة سورية،اللاذقية

يتساقط المطر بغزارة ، بالكاد أستطيع سماع صوت أنفاسي بين كفيّ ، الشمس ما عادت تشرق كما اعتدت أن أراها ، ما عادت الطيور تغرد لي كل صباح ، ما عاد الهواء نسيماً خفيفاً يؤنسني في وحدتي و ظلمتي ، غيوم السماء سوداء كقلبي الذي تعفن من كثرة خيبات الأمل ، صوت الرعد لم يعد يخيفني…..هل مشاعري مازالت حيّة لأشعر بالخوف ؟؟!!
الوقت يمضي ببطء شديد، لم يعد النوم راحة لبالي ولا لقلبي الذي تحطم و تكسر كصورتنا التي كسرتها بيديك ….
أصبحت غرفتي المظلمة المهرب الوحيد لكي لا يمر شريط ذكرياتنا معا أمام ناظري .
حين أغلقتَ الباب و رحلتَ ، لم أبكِ ، لم أضحك ، لم أبتسم ، ولكن شعرت بأن روحي قد رحلت دون عودة ، شعرت بأن كل إحساسٍ فيّ قد لحق بك و تركني ، أتعرف؟؟ أظن أني المخطئة هذه المرة ، أخطأت بكل شيء ، بأني أعطيتك فرصة أخرى لتصحح أخطاءك ، أخطأت بأني تركتك ترحل دون أن أقوم بلومك على كل شيء ، لقد اقترفت جريمة سأحاسب عليها طيلة حياتي ، جريمة ضد نفسي ، و الزمن قاضٕ حكم عليّ بالتجرد من مشاعري و أحاسيسي ، لقد سلبني ذكرياتي ، كل شيء جميل فيّ أخذه مني ، لكي يعاقبني على هذه الجريمة ، و أنت… أنت لم تهتم لأي شيء ، بل ظللت تضحك و تضحك حتى مل الضحك .
لم اعد اذكر اسمك ولا صوتك ، لكن صورتك العالقة بذهني طوال الوقت تزعجني، تزعجني بكل معنى الكلمة ، أفكر في طريقة أزيل تلك الصورة دون أن أضطر لحرق ذاكرتي كلها ، أريد أن أتخلص من ذلك الصدأ….
هل أبحث عن حب جديد ينسيني وجعك؟؟
أمجنونة أنا لأفعل….و هل أداوي الجرح بجرح…..
أيمكن أن تستقل قطار العودة و تتصل بي لأعطيك فرصة أخرى ؟؟
عذرا…ولكن شباك التذاكر لم يعد به تذاكر لرحلة أوجاع أخرى ، لقد انتهت الرحلات .
سٱوي إلى غرفتي مجدداً ،و قد شارف يومي الكئيب على الانتهاء، غدا سيكون يوم آخر…..ربما تشرق شمسه لتضيء قلبي ، و ربما سيهطل مطر يغسله و يزيل ٱثار ليلتي الكئيبة .