بقلم /محمد سعيد أبوالنصر
من صور الغش الاجتماعي الغشُّ في الزَّواج ،غِشُّ الزَّوْجِ أَوِ الزَّوْجَةِ فِي النِّكَاحِ، وعلينا بداية أنْ نقرر “أنَّ جميع العُقَلاء مُتَّفقون على أنَّ الصِّدق أنجى لصاحبه، ودليلُ التقوى، وجمالُ النَّجوى، وكمالُ الدين والدنيا”. وعلى المقبلين على الزواج أنْ يلتزموا الصدق في القول، ويبتعدوا عن الغش والخداع والمراوغة وإخفاء العيوب والأمراض
-ومن صور الغش في الزواج إخْبار الخاطب عن نفسه بما يُخالف الحقيقة أو العكْس، “كان يدعي أنَّه من وسط اجتماعي وثقافي ومالي عال ،وهو غير ذلك لهوى في نفسه أو طمع في مخطوبته وهذا من الغش ”
-ومن صور الغش في الزواج إخفاء الأمراض فلا يجوز للخاطب أو المخطوبة إذا كان بهما مرض أنْ يخفياه ولا يبيناه وخاصة إذا كان مرضًا لا يزول مع الأيام ، ولا يُرجى برؤه كالمرأة العاقر والبرص ، والبهاق” لأنَّ هذا مِن باب النصيحة ، ولا سيما إذا كان مما لا يُرجى زواله ، وأما إذا كان يُرجى برؤه وزواله ببعض الأدوية فهو لا يستحق الذكر لزواله بعد أيام كما هو معروف في عالم الطب وعليه ” فيفرق بين المرض الذي يُرجى زواله عن قرب، وما يُرجى زواله عن بُعد” فالغش في الزواج يُعد من أحرم المحرمات، لذا ينبغي أنْ يحرص كلاهما على أنْ يكون أمينًا وصريحًا في إجاباته عن تساؤلات الطرف الآخر، وإنْ كان ثمة عيب خفي في أحدهم _خاصة العيوب المنفرة والمشتهرة بالعرف_ فلابد من ذكرها حتى تكون الأمور والأحوال على بينة، فإنْ رغب بها أو رغبت به مع العيب فذاك شأنهما”.
والقاعدة في إخبار الخاطب بمرض المخطوبة أو العكس :
أ. أنْ يكون المرض مؤثِّرًا على الحياة الزوجية ، ومؤثرًا على قيامها بحقوق الزوج والأولاد
ب. أو يكون المرض منفِّرًا للزوج بمنظره أو رائحته .
ج. وأن يكون المرض حقيقيّا، ودائمًا، لا وهمًا متخيلاً ، ولا طارئًا، يزول مع المدة ، أو بعد الزواج .
إنَّ العلماءُ قد قرَّروا أنَّ العُيُوب التي يَجب الإخبارُ بها هو ما عَدَّه الناس عَيبًا مما هو منفر للآخر، وقد حَصَرَهُ جمهورُ العلماءِ في العُيوب التي تمنع الوَطْءَ أو لذَّتَهُ، والعيوب المُنَفِّرَة، والمُعْدِية؛ كالجُذام، والبَرَص، والبَاسُور، والنَّاسُور، والقُروح السَّيَّالةِ في الفَرْجِ، ” وَالْقِيَاسُ أَنَّ كُلَّ عَيْبٍ يُنَفِّرُ الزَّوْجَ الْآخَرَ مِنْهُ وَلَا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُ النِّكَاحِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْمَوَدَّةِ يُوجِبُ الْخِيَارَ وَهُوَ أَوْلَى مِنَ الْبَيْعِ، كَمَا أَنَّ الشُّرُوطَ الْمُشْتَرَطَةَ فِي النِّكَاحِ أَوْلَى بِالْوَفَاءِ مِنْ شُرُوطِ الْبَيْعِ، وَمَا أَلْزَمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَغْرُورًا قَطُّ وَلَا مَغْبُونًا بِمَا غُرَّ بِهِ وَغُبِنَ بِهِ، وَمَنْ تَدَبَّرَ مَقَاصِدَ الشَّرْعِ فِي مَصَادِرِهِ وَمَوَارِدِهِ وَعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَصَالِحِ لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ رُجْحَانُ هَذَا الْقَوْلِ وَقُرْبُهُ مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ ” إنَّ العلماء قرروا بأنه “إِذَا غَشَّ أَحَدُ الزَّوْجَيْنِ الآْخَرَ بِكِتْمَانِ عَيْبٍ فِيهِ يُنَافِي الاِسْتِمْتَاعَ أَوْ كَمَال الاِسْتِمْتَاعِ، يَثْبُتُ لِلْمُتَضَرِّرِ مِنْهُمَا خِيَارُ الْفَسْخِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ فِي الْجُمْلَةِ.
فيا أيها الشاب لا تغش من تتقدم إليها بالخطبة ،ويا أيتها الفتاة ويا أهلها عليكم بالصدق فإنه الأساس الذي تقوم عليه الحياة الزوجية ،وأما الكذب في الزواج فهو السكين الذي يقطع العلاقة ويأتي بالفرقة .
مرتبط
أقرأ التالي
18 أكتوبر، 2022
تكريم شيخ الأزهر لسيدة سناء السبيعي لحصولها على الميدالية الذهبية
13 فبراير، 2022
مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية اليوم تحقيق السلام المجتمعى والعالمي
27 يناير، 2021
هل تعلم ما هي الألفاظ-الاهتزازية في القرآن الكريم؟
10 يناير، 2021
كيف كان يحكم الولاة في عهد الصحابة
21 نوفمبر، 2018
موفنبيك السعوديه تكرم وكلائها بمصر
23 أكتوبر، 2018
الرجوع الى الله
10 أغسطس، 2018
صعوبة الطلاق الأخرس ومقارنته بالطلاق الشرعى
28 مايو، 2018
متى يؤمر الصبي بالصيام؟ ودور أولياء الأمور في تشجيع أولادهم. بقلم / محمد سعيد أبوالنصر
28 مايو، 2018
النفساء التي انقطع عنها الدم ثم عاد قبل الأربعين .
زر الذهاب إلى الأعلى