نوران مجدي
العنف سلوك يدل على نقصان صاحبه معرفة الطرق التى تمكنه من الدفاع عن نفسه (كينونته، او جسده، او افكاره…) ،كما أن الشخص العنيف لا يتحلى بالرحمة و الرأفة اتجاه من يرغب بممارسة العنف ضدهم. أجرت الجامعات الأوروبية و العربية دراسات عديدة حول طبيعة العنف، و اكدوا أن العنف نوع من أنواع الاعاقة الذهنية و بالتحديد تلك المناطق في مخ الانسان المسئولة عن قدرته على التعبير اللفظي، و التفاهم والاقناع من خلال المناقشة و الحوار، كما أكدت أبحاثهم أن هناك تغييرات جسدية تحدث للشخص الذى يمارس العنف ضد الاخرين منها :(ارتفاع مستوى الأدرينالين، و زيادة نبضات القلب عن المستوى الطبيعي،…) ، مما يثير التساؤلات حول طبيعة الشخص الذي يقع عليه العنف، و هل الأشخاص المعنفين هم من الفئات الضعيفة فقط مثل الاطفال و السيدات؟! ولماذا يختار الشخص العنيف الفئات الأضعف؟!. العنف سلوك مرفوض اجتماعيا حيث ان من يمارسونه أشخاص بالغين من المفترض أن يكون لديهم طرق أخرى للتواصل الاجتماعي، فالأشخاص الذين يمارسون العنف كنوع من التفاهم او الانتقام او حبا في السيطرة وفرض القوة يشعرون هم في حقيقة الامر يشعرون بضعف كينونتهم و أنهم غيرو مقبولين فيرغبون في فرض طبيعتهم على الآخرين ولفت أنظارهم و تسليط الاضواء عليهم. العلاقات الانسانية تبنى دائما على التواد و التعاون و المحبة و الاحترام والتقدير، ولكن أمسى العنف عدوا لتلك الأساسات القوية حيث أنه يزرع في نفوس الآخرين الكراهية و الحقد و الغل، و بالأخص اذا كانت تلك العلاقات أبدية مثل الزواج يقول الله عزوجل في كتابه الكريم:”… وجعلنا بينكم مودة ورحمة” فلا مجال للتعنيف بين الزوجين و انما تقوم علاقتهما على التعاطف، والحب، و الصبر، و المشاركة في تحمل المسؤليات. اليوم و نحن في القرن الحادي و العشرين لا زال هناك الكثيرين يعتقدون أن تعنيف الاطفال والسيدات يردعهم و يعلمهم، لكنها مجرد ظنون عقيمة استخدمها الاغبياء ضيقو الآفاق ،محدودي الثقافة، سيئو التنشئة الاجتماعية. جاءت الاديان السماوية توصينا دائما على رحمة الضعفاء فالعنف ضد الاطفال و السيدات و ضد أي مخلوق لا يستطيع الدفاع عن نفسه سواء لفظيا او جسديا او ماليا، أمر ترفضه المجتمعات المتحضرة، ويرفضه أفراد المجتمع السليم، وتحرمه الأديان، كما يجرمه القانون. الناظر الى اكثر فئات المجتمعات ضعفا يجد انهما الاطفال و السيدات فالعنف ضد الاول يدخل على قلبه الصغير الظلام و هدم و انتهاك طفولته، اما العنف ضد الفئة الثانية يفسد بناءها الفكرى و النفسي فيجعل منها ام سيئة و زوجة متسلطة و امرأة لا تستطيع ايجاد حلولا لمشكلاتها سواء اكانت زوجية او اجتماعية او تربوية و من ثم تفسد تربية الاطفال ومنها الى فساد الاسرة و منها الى فساء البناء الاجتماعي بأكمله. اذا كان العنف اسلوبا للتفاهم و المحبة فلماذا نحن في حروب مستمرة؟! اذا كان العنف يجلب الحق و يزهق الباطل فلماذا اختلق الانسان القانون؟!. الهدوء و الحكمة و اللين هم الوسائل الفعالة و الحقيقية للتواصل و الثقة و الاقناع لا شئ آخر يجلب المحبة غير اللسان الطيب و القلوب الرحيمة.
مرتبط
أقرأ التالي
16 نوفمبر، 2022
أنطلآق المؤتمر التعليم من أجل التوظيف فيزا.. ومؤسسة efe حفل تخرج الدفعه الرابعه من برنامج التمكبن الاقتصادى الشابات المصريات
30 يونيو، 2020
مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو . بقلم / هند عبدالخالق ابوصُليب
3 يونيو، 2020
ميديا جمع المال بدون كرامة بقلم .هند عبد الخالق ابوصُليب
24 أبريل، 2020
وقفه مع قانون الطفل .بقلم هند عبد الخالق ابوصُليب
17 أبريل، 2020
الجيش البترولي رمز للتفاني والعطاء . بقلم علي الحامدي
15 أبريل، 2020
أزمة الكورونا والتعليم عن بُعد . بقلم . هند عبدالخالق ابوصُليب
11 مارس، 2020
لأنني عاشقه بقلم المبدعه . هند عبد الخالق ابوصُليب
30 يناير، 2020
الغيرة والجمال امهات الشقاء بقلم . المبدعه هند عبدالخالق ابوصُليب
17 يناير، 2020
هل نحن شعوب خارج الزمن.بقلم الدكتورة /ديما إبراهيم إسبانيا
14 يناير، 2020
شريك حياتي بقلم الكاتبة . هند عبدالخالق ابوصُليب
زر الذهاب إلى الأعلى