اهم المقالات

السعادة في القليل

بقلم : يسرى أحمد عباس

إن القليل الذى تحبه يسعدك أكثر من الكثير الذى لا تحبه .
و القليل يحرك الشهية .. بينما الكثير يميتها .. و بلا شهية لا وجود للسعادة ..

و القليل يحفز على العمل .. و فى العمل ينسى الانسان نفسه .. و ينسى بحثه عن السعادة و هذا فى الواقع منتهى السعادة .
الراحة هي المبتغى الذي لا يبلغ في الدنيا , والسعادة هي الغاية المأمولة من الحياة بأسرها , والرضا هو السبيل إليهما معا ..
فكثير من الناس غير راضين على أحوالهم , ولا عن أنفسهم , ولا عن شيء قد حققوه في حياتهم , فهم متأسفون على ما مضى إذ لم يجمعوا مالا ولم يصيبوا جاها , ولو جمعوا مالا أو اصابوا جاها فهم ساخطون على أفعالهم , وكثير من الناس غير راضين عن شئونهم ولا أرزاقهم ولا زوجاتهم ولا أولادهم وربما السخط على أنفسهم , فهم يتقلبون ليلا ونهارا بين مشاعر سخط وأفكار أسف , لا يعرفون للرضا طعما ولا يتذوقون له لذة !
فالرضا بالحال يجلب لصاحبه طمأنينة النفس وهدوء البال , ويشيع البهجة في حياته , فرحا بكل قليل .نصف السعادة فى عزلة الناس…ونصفها الآخر بالإستغناء..

وإن النفس كخبأ الطلع..ما إن كفرته بالطمع والمحاسد والكره إلا ونبتت اغصان متشابكة الأذرع…مخيفة…تريد وتريد وتريد..ولا تصل الى سعادة ابدا مهما اخذت..فهى لا تشبع…وما إن غرست بها بذور الرحمة والتواضع والرضا…إلا ونبتت اجمل الزهر وانضره..وتسعد بكل شئ مهما كان صغيراً..وتستمتع بكل لحظة مهما كانت فقيرة العطاء لكنها غنية الاحساس والمعنى..السعادة فى الرضا…ولا سعادة مع رغبة..ولا ارادة للسعادة مع شعور بالنقصاللهم أغننى عن العالمين بك،ولا تجعلنى هين على الناس ولا تكلنى لقلة حيلتى ولا لضعف قوتى ..ولا تجعل حاجتى ترفع لأحد سواك ..لك العتبى حتى ترضى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى