قنا /اشرف العمده
كل شيء كان هادئا، الأطفال يمرحون في فضاء القرية الفقيرة، المزارعون يقصدون حقولهم، أعمدة دخان زرقاء تصعد راقصة للسماء متسللة من أفران الخبز الشهي، لا شيء يعكر الصفو، سوى شخصين تبدو عليهما علامات التحفز الشديد والقسوة، دخلا الشارع الرئيسي قاصدين منزلين بعينهما، لحظات ويتبدل الحال، الصراخ يمزق الهدوء، دوي الرصاص يفزع الصغار، الهرولة في الشارع خشية الموت، هو فيه إيه ضرب النار دا جاي منين؟.. سؤال ألقاه الجميع على بعضهم البعض وهم يسرعون نحو مصدره.
التفاصيل تقول إن الشخصين المسلحين قصدا منزلين في القرية بو دياب بمركز دشنا شمال محافظة قنا، وأطلقا النار بغزارة في الهواء قبل أن يقتحما البيتين ويثيران الفزع لساكنيهما، وعلى طريقة أفلام الرعب يسحبان شابا وصبيا إلى الشارع الرئيسي وأمام الناس نفذا فيهما حكم الإعدام رميا بالرصاص، أمام المارة والأطفال في مذبحة بشعة.
الحادثة المفزعة تمت بدافع الأخذ بالثأر.. «المسلحين دخلوا القرية وراحوا على بيت توفيق وحسين وأخدوهم من وسط أهلهم وضربوهم بالنار عشان تار قديم بينهم».. هكذا لخص الحاج متولي العلي، شاهد عيان، مضيفا أن المشهد كان بشعا وتم أمام الأطفال وفي «عز الضهر»، حسب وصفه.
«الدكر فيكم يطلع من بيته»، هكذا صرخ الجناة في أهالي المجني عليهما لتحذيرهم من الخروج لإنقاذ ابنيهما، قبل أن يستأنف دوي إطلاق الرصاص في جميع أنحاء القرية، وأضاف شاهد آخر أن المتهمين صرخا أيضا في المارة «اللي هييجي هنسويه بالتراب وندوس على دمه وحقنا هناخده بايدينا»، وأضاف أن الجانيين أطلقا النار على الشابين دون رحمة ودون خوف، وظلا في القرية ولم يهربا بمجرد ارتكاب الجريمة في استعراض للقوة.
تفاصيل الجريمة ترجع لتلقي اللواء علاء العياط، مدير أمن قنا، إخطارا من اللواء أشرف رياض، مدير المباحث الجنائية يفيد بمقتل «توفيق.م، 20 عامًا، وحسين.ب، 18 عامًا» أبناء عمومة، في تجدد خصومة ثأرية بين عائلتين بقريتي أبو دياب شرق التابعة لمركز دشنا شمال المحافظة، وقرية الحجيرات المجاورة.
وأضافت التحريات أن «جمال.ع.م»، مزارع، اشترك مع آخر مقيم بقرية الحجيرات أيضا، في اقتحام قرية أبو دياب شرق بمركز دشنا، مسلحين بالذخائر والأسلحة النارية، وأطلقا وابلاً من الرصاص داخل القرية، ودخلا إلى منزلي المجني عليهما، وخرجا بهما إلى شوارع القرية إبان صلاة الظهر، وقاما بقتلهما بالطلقات النارية في شوارع القرية الرئيسية وأمام المواطنين، وتأكدا أنهما لقيا مصرعهما، وعلى الرغم من قتلهما فإن المتهمين لم يهربا من القرية بعد تنفيذ الجريمة مباشرةً، ولكنهما استمرا بداخلها لبعض الوقت.
مرتبط