أخبار عربية وعالمية

أيام الفن التشكيلي في سوريا

 كتبت . نور نديم عمران

تعد ملتقيات الفن التشكيلي ومعارضه تظاهرة ثقافية حضارية فهي مكتبة فنية متنقلة موصولة بحقول الابتكار المتنوع كما أنها تعزز الحوار الثقافي عبر لغة الفن وتلعب دورا”بارزا”في تعميق القيم الإنسانية فهي نشاط قادر على تفعيل التواصل بين المشاهد والعمل الفني،كما تساهم في تبادل الرؤى والثقافات والخبرات بين الفنانين ذات أنفسهم لذا يأتي معرض الفنان اسماعيل توتنجي مع مجموعة من طلابه في مركز الفنون التشكيلية في قاعة المعارض في دار الأسد للثقافة في اللاذقية دليلاً حياً على ما أسلفناه …
فهاهو الفنان توتنجي وبفرح غامر يتشارك مع طلابه المساحات والإبداع والمحبة ويتحدث عن الواقع التشكيلي بشكل عام قائلاً : نشهد حركة تشكيلية قوية في كافة أرجاء الوطن ومن خلال تواجدي في اللاذقية تابعت كثافة المعارض المقامة في كافة صالات العرض والمراكز الثقافية بمشاركة عدد كبير من الفنانين إن كان على صعيد الرواد أو على صعيد طلاب الفنون… كل منهم بأسلوبه الخاص وحسب المدرسةالتي ينتمي لها.
وإن دل هذا يدل على أن سوريا تستعيد عافيتها على كافة الأصعدة.
بالنسبة لهذالمعرض المقام بدار الاسد للثقافة فالمشاركون معي هم مجموعة الطلاب الذين أشرف على تدريبهم في مركزالفنون وآخرون طلاب أو خريجون من كلية الفنون الجميلة،وقد كانت هذه الفرصة جيدة لهم ليعبروا من خلال أعمالهم عن حبهم للوطن وانتمائهم إليه
والتمسك بترابه .
كما كانت فرصة لعرض إبداعاتهم للعامة ورؤية التفاعل معها ممايشكل حافزاً لهم للتطوير وتقديم الأفضل في مرات قادمة.
بدوره أكد الأستاذ ياسر صبوح مدير دار الثقافة على أهمية هذه المعارض والملتقيات الجماعية لأنها تساهم في إيصال رسالة هامة للعالم:إننا مستمرون في إبداعنا على الرغم من كل الظروف لأن رسالتنا نحن السوريين رسالة محبة وجمال وفرح للإنسانية .
وأيام الفن التشكيلي التي تقام برعاية وزارة الثقافة على امتداد مساحات الوطن هي حراك ضروري للنهضة بالمجتمع وخطوة اساسية لتنشيط الحياة الفنية والاجتماعية معاً.
ومعرضنا هذا يشكل فرصة للفنانين الشباب المشاركين للتعرف على بعضهم والاطلاع على تجاربهم المختلفة وطرق عملهم وأساليبهم الفنية…وأنا مسرور بما قدمه طلاب المعهد اليوم وسأواكب تطور أعمالهم في لقاءات قادمة.
وعن تفاعل المشاركين مع بعضهم البعض
تحدثت مديرة مركز الفنون إلهام نعسان آغا :
المعرض تظاهرة رائعة وعرس من الألوان التي تمايزت بين متفائل ومتشائم.
أيضا ظهرت خلال المعرض مشاركة عدة محافظات وذلك لتبادل الخبرات والآراء والتجارب الفنيه مما يدل على محبه أبناء المحافظات لبعضهم البعض وتآلفهم وليكتسبوا من لقائهم المتعة والفائدة .
وعن أعمالها المشاركة في المعرض أوضحت الفنانة رولا حللي وهي خريجة من مركز الفنون ومدرسة رسم؛
انها عملت على تقديم أربع بورتريهات ولوحة طبيعة صامتة…على ألا يكون في عملها محاكاة حرفية للواقع بل سعت لترك بصمة خاصة بها من خلال طرح رؤيا مختلفة في كل لوحة ..
بينما أكدت الفنانة الشابة نسرين صقر أن أهمية المعرض تنبع من أهمية الفن بشكل عام لأننا في هذه المرحلة بحاجة لضوء من الفرح ينسينا ظلام الأزمة وأحزانها..
فالفن يجمل الواقع ويلونه بألوان الإشراق والأمل ،والفنان حين يشارك في معرض جماعي يكتسب الكثير باحتكاكه بالفنانين الآخرين واطلاعه على نتاجاتهم.
وعن لوحتها التي تفيض بالحياة والتحدي والإصرار تحدثت الفنانة تهاني مشعل :لقد رسمت لوحتي في زمن قياسي لأتمكن من المشاركة لأنها فرصة هامة بالنسبة إلي للتواصل مع زملائي والتعرف إلى تجاربهم وتبادل الخبرات معهم..
وقد قدمت لوحة لأنثى راقصة باليه ….ولكنه ليس رقصاً عادياً إنه رقص على زجاج متكسر يرمز إلى الصعوبات التي ترافق خطوات الأنثى المتميزة والمبدعة في طريقها الصعب الذي ستستمرفيه لأنها منبع الفرح والقوة بل الوجود كله.
أما الفنانة روان أسعد وهي خريجة من كلية الفنون الجميلة فقد وجدت في المعرض فرصة للفنان المبتدئ لتقوية شخصيته وانخراطه في المجتمع الفني والثقافي مما يشكل تحفيزاً له للتنافس والإصرار على تقديم الأجمل والأفضل لاحقاً .
فكل فنان يغني تجربته سواء أرضى عمله الجمهور أو لا، لكن المشاركة فرصة حقيقية تفيد…إنها درس من دروس تطوير الذات.
وبحماس محبب عبرت الفنانة الشابة يولا مهنا وهي أصغر مشاركة في المعرض عن سرورها بالعرض مع زملائها وتبادل الأفكار معهم والاطلاع على أساليبهم، حيث قدمت لوحة مميزة استخدمت فيها فن الكولاج والقطع النقدية لتقدم عملاً مميزاً.
وفي إجازة منحت للفنان الشاب آدم كردي خريج كلية الفنون الجميلة وأحد أبطال الجيش العربي السوري ،ليشارك في هذا المعرض ممثلاً مدينته الجميلة حلب، بدا مسروراً بحضوره إلى جانب مجموعة من الفنانين من مختلف المحافظات واعتبرها لوحة فنية راقية مصغرة عن المجتمع السوري الذي عاد أبناؤه ليشبكوا اليد باليد في سعيهم لإعماره مجدداً بالحب والفرح.
وهكذا نجد أن أهمية المعارض تتجلى في بناء حوارية تشكيلية بين المشاركين تدفع بالفن نحو مزيد من الرقي والتقدم ، فهي تعزز الثقافة البصرية وترتقي بالذوق الفني عند الفنانين والجمهور معاً.، فالمعرض يسهم في إخراج الفنان من جوه الخاص ويسمح له باللقاء مع فنانين آخرين يتبادل معهم رؤاهم وأفكارهم كما يسمح له بعرض نتاجه على جمهور شغوف ومتلهف لوجبات مميزة من الإبداع والتميز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى