بقلم. نوران مجدي
المحبة من أسمى المشاعر الانسانية ،لكنها تصبح مشاعر حيوانية عندما تنمو بها الشهوات و يلوثها الخداع و الكذب ،عندما يتعمد شخص ما قول كلمات ترضيك لأنه يعلم تماما ما الذي يرضيك من الكلمات و تدفعك أفعاله إلى التعلق به فيصنف ذلك الشخص من المخادعين لأن الحب اذا كان حقيقيا فإنه لا يعرف طريقا للخداع و الكذب المقصودان ، و من قم تتعلق القلوب بأنفاق مظلمة من الداخل منيرة من الخارج ، تبدو بريئة و براقة لكن بريقها مزيف و اذا ما لم يتفق الطرفان على راي الآخر رأيت البريق يتلاشى و ينطفئ .
الحب مسؤلية و اختيار ، و اذا اخترنا شخصا نعلم من الداية أنه لن يندمج مع طبيعتنا فإننا اخترنا أن نحيا في شقاء دائم ،و كثيرا ما يحدث أن نرتدي النظارات السوداء لحجب ما نكره أن نراه في الطرف الآخر ، حيث اننا رسمنا صورة له في خيالنا و نرغب في تطابقها مع الواقع !!..الاحترام و الاهتمام يلتصقان بالمسؤلية و الاختيار فمن يهتم بمسؤلياته و يحترم أنه لم يجبر عليها فهو جدير بالحب و يجيده.
لماذا اخترعت الكلمات و الأبيات الشعرية و الجمل الساحرة ؟! بالتأكيد ليس لتركها جانبا أو استخدامها بمقاصد دنيئة غير المقصد من استخدامها وهو تقريب القلوب و زرع الاهتمام بين الناس و خلق جو من التفاهم و التواد و التعاون ، لكن الكلمات لم تخلق للقول الدائم دون اقترانها بأفعال تثبت صدقها ، فالقول دون فعل كذب أما الفعل دون كلمات يعذب ..
السلوك الواضح أبلغ من الحب ، لأنه يجعل القلوب مطمئنة لا تحيا في حيرة و حزن ،
أن تدعم من تحب على فعل ما يحبه ، و أن تبتسم في و جهه وقت عبوسه ،و أن تضمه بكلمات رحيمة و قت شدته و شعوره بالإهانة ، و أن تمسك بيده حينما يتركه العالم تائها بين عقباته و خيبات أمله ، و أن تقدم له منزلا في قبلك يجد فيه الراحة و يستطيع فعل ما يريد ببساطة ، و أن يجدك حينما يحتاج إليك ، و أن تبني له وطنا لا يعرف فيه طريقا للشتات أو المذلة أو التصغير من شأنه ..جميعها أبلغ من أن تخبره بأنك تحبه و حينئذ عندما تخبره يجد منتهى السلام و منتهى الوفاء في أن يقترن بك لنهاية العمر .
أجد أن الكثيرين يظنون أن التعبير عن المشاعر بالكلمات أو الأفعال هو مجرد ضعف و هوان و ينبغي عليه ان يظل كاتما لما يشعر به لمجرد انه يسئ الظن بمن يكن له مشاعر ميعنة و لا يتوقف ذلك عند المحبين و إنما يمتد بين الآبناء و أبنائهم و يمتد بين الزوج و زوجته و يمتد بين الإخوة و الأخوات و الأصدقاء أيضا ، بل ان الكثيرين يظنون أنه لا أهمية للتعبير و أن عدم حرمان شريكه مما يحتاج إليه ماديا هو محبة مطلقة و أن جميع حقوقه تنحصر في المال و الهدايا؟!..
الخداع و الكذب منطقة محرمة لطالما اتصفت مشاعر الإنسان بالصدق و الوضوح ، حيث يقودان الإنسان إلى النفاق الدائم و تصبح عادة من عاداته السيئة إبرام العهود الزائفة و سرد الحكايات الخبيثة لينال بها اهتمام و محبة الآخرين عنوة؟! إنه أبشع الأمراض الانفسية و الاجتماعية حيث من يتعرضون لمثل تلك الأفعال تصبح يداهم باردتان و قلوبهم جافة و تدفن مشاعرهم حيث دفننت أرواحهم الجميلة و صفاتهم البريئة، وتلقائيتهم مع الآخرين ، لا وفق الله قلبا رغب نيل ما يريد بدهاء ، لا وفق الله من جعل قلبا ينام بحزن و ضيق بسبب خيبة أمله .
مرتبط
أقرأ التالي
16 نوفمبر، 2022
أنطلآق المؤتمر التعليم من أجل التوظيف فيزا.. ومؤسسة efe حفل تخرج الدفعه الرابعه من برنامج التمكبن الاقتصادى الشابات المصريات
30 يونيو، 2020
مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو . بقلم / هند عبدالخالق ابوصُليب
3 يونيو، 2020
ميديا جمع المال بدون كرامة بقلم .هند عبد الخالق ابوصُليب
24 أبريل، 2020
وقفه مع قانون الطفل .بقلم هند عبد الخالق ابوصُليب
17 أبريل، 2020
الجيش البترولي رمز للتفاني والعطاء . بقلم علي الحامدي
15 أبريل، 2020
أزمة الكورونا والتعليم عن بُعد . بقلم . هند عبدالخالق ابوصُليب
11 مارس، 2020
لأنني عاشقه بقلم المبدعه . هند عبد الخالق ابوصُليب
30 يناير، 2020
الغيرة والجمال امهات الشقاء بقلم . المبدعه هند عبدالخالق ابوصُليب
17 يناير، 2020
هل نحن شعوب خارج الزمن.بقلم الدكتورة /ديما إبراهيم إسبانيا
14 يناير، 2020
شريك حياتي بقلم الكاتبة . هند عبدالخالق ابوصُليب
زر الذهاب إلى الأعلى