أخبار مصر

أسواق النفط خلال عام 2018 بين التفاؤل والتحديات

بقلم محمد عبدالخالق

 

أسواق النفط خلال عام 2018 بين التفاؤل والتحديات

تشير الكثير من التكهنات أن أسعار النفط خلال عام 2018 ستواصل مسارها التصاعدى خاصة وأن الأسعار فى نهاية 2017 تجاوزت 60 دولار للبرميل مما يجعلها فى وضع مناسب وجيد لمواصلة الارتفاع فى ظل استمرار البيئة المواتية والعوامل التى تدفعها بإيجابية.

من أهم الأسباب التى تجعل الأسعار تواصل ارتفاعها هو ما نشهده من استمرار تراجع فائض المخزون العالمى واقترابه من المعدلات الطبيعية والتى طال انتظارها وأصبحت الآن قريبة المنال، الأمر الذى يؤكد حدوث تغير جذرى بين معدلات العرض والطلب بعد أربع سنوات من التراجع والتخبط فى الأسعار.

إن التحول الجذرى فى قوى العرض والطلب يكمن وراءه جهود منظمة أوبك على مدار عام كامل والتى لم تذهب سدى، حيث قامت بعقد اتفاق تاريخى بين 24 دولة من أكبر منتجى النفط فى العالم بهدف تخفيض نحو 1.8 مليون برميل يوميًا، وقد التزمت جميع الدول بتخفيض الحصص السوقية المقررة لها بمستوى عالى، ليتكلل الاتفاق بالنجاح الذى تم تدعيمه بالشفافية والتحالف والالتزام.

ومن المرجح أنه مع تقليص فائض المخزون النفطى والارتفاع المستمر فى معدلات الطلب ستواصل الأسعار ارتفاعها فى بوصة تداول النفط الخام لتصل بين مستوى 60 دولار للبرميل إلى 65 دولار للبرميل.

هناك العديد من المحللين يدعون إلى التفاؤل بشأن أسعار النفط بسبب:

1 .يعد نجاح اتفاق تخفيض مستويات الانتاج وتأثيره الإيجابى على الأسعار دفعة قوية لاستمرار الدول المنتجة فى استكمال مسيرة تصحيح الأسعار، خاصة أن نسبة امتثال الدول المنتجة للنفط فى الاتفاق خلال شهر تشرين الثانى/نوفمبر كانت 122% بما يعنى أنه أكثر من المعدلات المطلوبة.

2 .يعتبر تراجع فائض المخزونات العالمية إلى 2940 مليون برميل انجازًا حقيقيًا لتحقيق التوازن بين قوى العرض والطلب.

3 .تزايد معدلات الطلب العالمية على النفط خلال عام 2017 بنحو 1.5 مليون برميل يومى والتوقع بارتفاعه بنحو 1.6 مليون برميل يومى فى عام 2018 وذلك وفقًا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية، ويعود ذلك إلى تسارع النمو الاقتصادى العالمى.

وعلى الرغم من وجود الأسباب التى تدعو إلى التفاؤل إلا أنه من المحتمل أن يواجه السوق العديد من العقبات التى ستؤثر على الأسعار والتى تتمثل فى الآتى:

1 .وجود مخاوف متزايدة حول متى سيتم انهاء اتفاق تخفيض مستويات الانتاج وكيف سيتم الخروج منه وهل الدول المنتجة بعد الاتفاق ستزيد من معدلات انتاجها للحصول على المكاسب من جراء ارتفاع الأسعار أم لا، خاصة وأن روسيا تضغط لانهاء الاتفاق قبل نهاية هذا العام والتى تتخوف من رفع دول أخرى انتاجها والتى ستؤدى بالنهاية إلى خسارات كبيرة.

2 .هناك الكثير من التخبط حيال مستويات الانتاج بعد انهاء الاتفاق هل ستقوم الدول برفع انتاجها مرة واحدة وبشكل مباشر أم سترفع انتاجها بشكل تدريجى لملاحظة الأسواق، أم سيكون عودة الانتاج وفقًا اتفاق مبرم أو نظام وهل سيتم الالتزام به من جانب الأطراف، وفى ذلك القلق والتخبط سيدخل المضاربون للتلاعب بالأسواق من أجل الحصول على المكاسب.

3 .انتاج النفط الصخرى الأمريكي وزيادة انتاجه من العقبات التى ستشكل تحديًا كبيرًا أمام الأسعار خاصة وأن معدلات انتاج النفط الصخرى فى تزايد مستمر على مدار 13 شهر متتاليًا ليصل الانتاج اليومى حاليًا نحو 6.41 مليون برميل.

فى النهاية لا يمكننا الجزم ما إذا كانت أسعار النفط ستواصل مسارها التصاعدى فى عام 2018 أم أنها ستتحول إلى مسار معاكس على الرغم من النبرة المتفائلة التى تشهدها أسواق النفط فى العالم

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى